جنح كثيرون بعيداً ليصفوا قرار رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد التنحي عن رئاسة النادي بالهروب

جنح كثيرون بعيداً ليصفوا قرار رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد التنحي عن رئاسة النادي بالهروب، متجاهلين أنه كان قد أعلن منذ زمن أنه يربط بقاءه في كرسي الرئاسة بتحقيق الهلال للبطولة الأهم، وهي بطولة دوري أبطال آسيا، وطالما أن الهدف لم يتحقق، فقد كان لزاماً أن يبتعد حسب المعلن عنه، أي أن رغبة الابتعاد لم تكن مسألة تكتيك لامتصاص غضب الجمهور، ولم تكن خطوة لصرف النظر عن الأخطاء، أو محاولة آنية لاستجرار تعاطف ودعم الآخرين.
ندرك أن ابتعاد الأمير عبدالرحمن بن مساعد سيكون خسارة للوسط الرياضي، خصوصاً أنه قدم صورة جميلة لرئيس النادي الذي يدافع عن ناديه دون أن يكون ذلك على طريقة البعض المتمثلة بالإساءة إلى الآخر.
وندرك أن لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد أخطاءها كما أن للآخرين أخطاءهم، لكن يمكن أن نلتمس لها بعض العذر في أن تجربتها وخبرتها لا تضرب عميقاً في التاريخ، وبالتالي لا بد أن تخطئ، لكن يحسب لها أنها استفادت على الدوام من الأخطاء، وجاءت بجملة من الإيجابيات التي لا يمكن أن تهدر لخروج من بطولة أو خسارة لمباراة.
قلت في هذا المكان، ومنذ زمن، إن إبقاء الإدارة على البلجيكي إيريك جيريتس من الأخطاء التي ستضر بالفريق، ومازلت عند رأيي، لكني لا أعتقد أن هذا الخطأ حتى لو كان كبيراً يمكن أن ينسف أن الإدارة الهلالية كرست مفاهيم جديدة في العمل الاحترافي، وعالجت كثيراً من المتاعب داخل إطار البيت الهلالي دون أن تسمح لها أن تتمدد بعيداً فتخرج عن السيطرة كما قد يفعل آخرون، ولنا في قضية خالد عزيز ومحمد الدعيع وغيرهما أمثلة ودلائل.
وقد تختلف رؤيتنا عن رؤية الأمير عبدالرحمن الذي يبدو أنه يعتمد ربط الإدارة بالأهداف، وطالما أن الهدف المرسوم لم يتحقق فهذا يعني أن على الإدارة أن تتنحى لتعطي للآخرين فرصة العمل، وهذا منطق لا يمكن أن يسمى هروباً، خصوصاً أنه لم يتنصل من المسؤولية ويترك الجمل بما حمل، بل أعلن أنه سيستمر في منصبه، وسينهي مسألة التعاقد مع مدرب جديد، قبل أن يترك لرئيس مقبل أن يتسلم الدفة عله ينجح في تحقيق الطموحات الهلالية التي سيحدد الرئيس المقبل مداها ومفرداتها.