وقع تحت يدي كتاب مهم يجب أن يترجم إلى اللغة العربية كتبه ألماني سرا تنكر في زي عامل تركي اسمه علي ولمدة ثلاث سنين عددا

وقع تحت يدي كتاب مهم يجب أن يترجم إلى اللغة العربية كتبه ألماني سرا تنكر في زي عامل تركي اسمه علي ولمدة ثلاث سنين عددا، ثم خرج على المجتمع الألماني بالكتاب فأثار ضجة وترجم إلى 13 لغة، وجنى منه مالا كثيرا وظَّفه لتأسيس معهد أو مكان عيش مشترك بين الأتراك والألمان في مدينة دويسبورج، وحاليا يذهب عشرات الآلاف من الألمان للعيش في تركيا في رحلة التقاعد..
مما أذكر جيدا من هذا الكتاب الذي قرأته بتمعن كيف تنقل من مكان لمكان وهو يستجدي العمل، وقد تنكر على شكل عامل تركي بسيط ينطق الألمانية مكسرة كما يفعل العامل البنغالي عندنا: أنا في كلام أنت في معلوم.. أنا في موجود.. خلي يوللي!! بفارق اختلاف الثقافة والدين؛ فالتركي ينتمي لثقافة الإسلام بين قوم لا يحبون الإسلام وأهله، وهو متوقع وطبيعي من تاريخ الحروب الصليبية الطويل، الذي يظلل الذاكرة الجماعية المسيحية مما دفع بالأمريكي هنتجتون إلى كتابه المعروف عن حتمية صدام الحضارات ويقصد بها الإسلام والمسيحية وكأنها بركان اتنا أو فيزوف الذي لا مفر من فورانه؟
قام علي الألماني التركي بتغيير لون القزحية وركب شوارب تركية عصملية وبدأ يتأتئ في كلماته بألمانية مكسرة، وينتقل من عمل لعمل، فذكر جبروت العمل الذي ينجزه الأتراك في مصانع الحديد في تيسن مقابل أجر زهيد وهضم حقوقهم والتلاعب بهم، كل ذلك عاناه شخصيا فلما صدر الكتاب رفعت عليه الشركة دعوى قضائية؟
ومما ذكر دخوله إلى مطاعم ماكدونالد للعمل وروى عن قذارة العمل الداخلي ونوع العلف الذي يقدم للناس مقابل أموال سحت يملؤون بها حسابات بنوكهم.
ومن أعجب ما روى عن ذهابه إلى الكنيسة وقرع الباب ليخرج القس فيتضرع إليه علي التركي (الألماني) بلغة مكسرة: أنا في كافر.. أنا في يريد.. أنا في كون نصراني؟؟ يقول فولراث المؤلف لقد طردني وأبى أن يعمدني إلى النصرانية؟
ثم يتعرض لكارثة تكاد تنهي حياته؛ فقد دخل حانة فحاول أن يقوم بنفس الدور ولم يتنبه لوجود عنصريين خطرين من أمثال سارازين؛ فبدأ يطلب الشراب بلغة ألمانية مكسرة أنا في عطش.. أنا في جوع؟؟ أنا في يريد كولا .. أنا في يريد أكل؟؟
التفت إليه النازيون وطوقوه كالكلاب المسعورة وتقدم إليه أحدهم وعينه تقدح بالشرر وقال له أيها .. (كذا) ماذا تريد؟ هنا شعر علي التركي (الألماني) أن الأمر جد وخطير وقد ينهون حياته بدون أن ترمش لهم عين، وهو أمر معروف عن النازيين في معسكرات اعتقال آوسشفيتس وداخاو وبرلين وبيركنج هاوزن وسواها؟؟
قفز علي التركي (الألماني) وصاح مثل الديك بأفصح تعبير من لغة التيوتون والجرمان أن عرقه نظيف وأنه متهكم وأنه ألماني قح دمه غير نجس وغير مخلوط لا سمح الله بدم تركي، وزيادة في التأكيد نزع الشوارب ورفع العدسة وبدأ يتكلم باللهجة المحلية فضحكوا منه وربتوا على كتفه وعانقوه وقدموا له الشراب كأسا دهاقا ونجا بجلده...
هذه القصة المشوقة تروي حقيقة ما يدور في داخل أحشاء المجتمع الألماني .. وهو القرار الذي اتخذته حين مغادرة أرضهم أن هذا المكان ليس بدار مقام، وعلي أن أبحث عن وطن آمن فكانت كندا حيث رست سفن كارتييه في يوم ما بجنب الدببة القطبية البيضاء فعلى الأقل ليس هناك اضطهاد وحبوس وفلق.. وقل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب..