جدة: الوطن

عزز كتاب ومثقفون جدار التلاحم الوطني، إثر التفجير الإرهابي بنجران والذي راح ضحيته الشيخ علي آل مرضمة والد رئيس نادي نجران الأدبي سعيد آل مرضمة. وفاضت حسابات الكتاب في مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات المواساة والعزاء لآل مرضمة معرجة على إدانة واستنكار العملية الإرهابية، والتأكيد على وحدة الصف الوطني وضرورة مجابهة الفكر التكفيري /الإرهابي. وسارعت عديد الأندية الأدبية عبر حساباتها إلى تقديم العزاء لرئيس نادي نجران، معبرة عن تضامنها معه في مصابه الأليم.
فبينما عبر الدكتور عبدالله حامد عن مشاعره داعيا حفظ الله نجران وأهلها أهل الكرم والرجولة والشهامة، وتبا ليد الغدر والإجرام. تساءل الشاعر والكاتب عبدالوهاب أبوزيد عن هؤلاء الذين يفجرون أنفسهم ويقتلون الأبرياء هم ضحايا أيضا لمن فخخ عقولهم. المجرمون الحقيقيون هم مفخخو العقول وهم بيننا ومنا.
واسترجع الكاتب القاص عمرو العامري تفجيرات إرهابية سابقة، معزيا بقوله والعزاء اليوم لوطن.. وطن مثخن بالفجيعة. العزاء اليوم ليس لنجران ولا لأهلنا فيها ولم يكن العزاء أمس في الأحساء والدمام وسيهات وأبها لأهلها العزاء، كل العزاء كان في وطن.

خطر الصامت
وانتقد العامري من أسماهم بالصامتين والمحرضين على الإرهاب، وقال متابعا: الصامت مشارك والشامت مشارك والمحتج بخجل مشارك، ومن لا يجرم الطائفية مشارك ومن لا يرى أن الوطن للكل مشارك.
فيما ركز الشاعر عبدالله ناجي مواساته على الجذر المرجع للفكر المتطرف المؤدي للإرهاب قائلا: المعركة ليست فيما يقوم به العدو من تفجيرات هنا وهناك، المعركة ابتدأت من قبل، إنها فيما كان يغرسه في الجيل القادم الصغار من أفكار متشددة ورؤى ظلامية.
أما الشاعر عبدالرحمن موكلي فاتجه إلى وصف العملية بالغدر ذاكرا أنه في الماضي حتى العداوة والحرب تحكمها قيم للرجولة والإنسانية، فحينما تقع الحرب - بالسلاح الأبيض أو البنادق - فعدوك في ساحة الحرب لا يتركك مصابا تصارع الموت بل يجهز عليك حتى لا تتعذب ويسمى هذا الفعل بالتصريم، الآن يغدر بعباد الله في بيوت الله وفي حضرة الله.
واستعاد الشاعر إبراهيم زولي سؤال الروائي السوداني الراحل الطيب صالح الذي أطلقه في التسعينات على المتطرفين في بلاده من أين جاء هؤلاء، ليقول مؤكدا التحدي في مواجهة التطرف: مهما فعل هؤلاء القتلة بالوطن والمواطن لن نركع لهم، وسنظل قادرين على مواجهة الرعب برباطة جأش، حتى آخر قطرة دم. هذا العنف الوحشي الذي يمارسه الإرهابيون لم تعرف المنطقة مثيلا له، حتى زمن الحروب الاستعمارية. من أين جاء هؤلاء؟.
أما الروائي عبده خال فاختصر حديثه بالقول: نجران تأريخ ورجال فمن يجرؤ على تقويض التأريخ ومن يصل إلى هامات طالت السحب...عذرا نجران فنحن في زمن الخسة وبائعي الحزن.