منذ أن التقيتُ سميرة رجب لأول مرة في البحرين، وأنا ألمح فيها شخصية المرأة الحديدية .

منذ أن التقيتُ سميرة رجب لأول مرة في البحرين، وأنا ألمح فيها شخصية المرأة الحديدية ذات الآراء القوية والمثيرة للجدل. إنها لا تقبل التوسط في الآراء، تحاول أن توضح رأيها بأقصى ما يمكن من وضوح ومباشرة، مما جعل البعض يصف أطروحاتها بـ الحادة.
سميرة رجب، تنتسب إلى أسرةٍ شيعية ثرية عريقة في البحرين، وهي تنافح عن وطنية البحرين ومدنيتها، وأجرأ آرائها حديثها المختلف عن مظلومية الشيعة. فهي تعتبر الحديث عن مظلومية الشيعة ضربا من مبالغة، وترى أن هذه الفكرة تستخدم لتحقيق مكاسب اجتماعية وسياسية وهي ليست حقيقة تاريخية أو عقائدية، معتبرةً أن قاعدة كبيرة من الشيعة لُقَّنت هذه الفكرة، وبرمجت عليها. تعتقد سميرة أن مظلومية الشيعة تتضمن إهانةً وتشعر بالاستضعاف.
رأيها وهي شيعية يجردها من الانتماءات المذهبية أو الطائفية، فهو أشبه ما يكون بـالنقد من الداخل.
ليس هذا فحسب، بل ترى إن الإمام الحسين لم يكن ضعيفاً بل كان قائداً. ولا ينبغي أن تختزل شخصيته فيما تعرض له من ظلم بغية تحقيق مآرب سياسية. تقول سميرة رجب: إن حديثي المتكرر عن تهميش الشيعة ومظلوميتهم ليس محصوراً بشيعة البحرين، بل هو ثقافة عامة عند الشيعة الجعفرية، مع أن هناك من يرفض هذه الفكرة من الشيعة أنفسهم. وتصل إلى مستوى متقدم في نقد ولاية الفقيه معتبرةً أنها: تقوم على إعطاء الإنسان سلطات مطلقة ليكون إلها ثانياً على الأرض فولاية الفقيه فكرة سياسية علقت بالدين.
تتخذ سميرة رجب موقفاً معارضاً من الإسلام السياسي في البحرين، ولكن معظم مقالاتها تصب في انتقاد التيارات الشيعية لأنها -حسب وصفها- مرتبطة بمشروع خارجي، هو المشروع الصفوي الإيراني.
ولدت سميرة رجب في البحرين، وحصلت على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة بيروت، عام 1976، وعملت في القطاع البنكي منذ 1979، وبدأت بالكتابة في صحيفة أخبار الخليج البحرينية منذ عام 2000. أصبحت عضواً في مجلس الشورى البحريني منذ 2006، وفي في 21 يونيو 2009 نشرت صحيفة أخبار الخليج مقالها (وطن يغرد خارج السرب) عن الثورة الإيرانية، وتسبب المقال بإيقاف الصحيفة ليوم واحد.
موقف سميرة رجب مما يحدث في العراق لا يقل قوةً عن آرائها الأخرى معتبرةً أنه لا يمكن السكوت على ما يجري في العراق من تفتيت وتدمير: إن كوني بعثية لا يعني السكوت عما يجري في العراق من تفتيت وتدمير، وإن ما جرى من أخطاء في عهد الرئيس السابق صدام حسين لا يقارن بما يحدث اليوم، موضحة أن الإعلام مسؤول عن الصورة المبالغ فيها عن الأوضاع في العراق قبل الاحتلال!
قال أبو عبدالله غفر الله له: قد لا توافق سميرة رجب في بعض آرائها لكنها لا يمكن إلا أن تلفتك بما تقول استناداً لشخصية صلبة وجادة لا يمكن أن تزعزع آراءها بسهولة.