محمد الفهيد
منذ أيام وبعض البرامج الرياضية الشهيرة تطقطق على قضية المشجع الذي ذهب إلى لاعب المنتخب نايف هزازي وطلب منه التصوير، وأثناء ذلك ذكر عبارة جحفلي ما دعا اللاعب إلى سحب جوال المشجع، وظهرت قبل ذلك عشرات القضايا من هذا النوع! 
كل ذلك في اعتقادي مدعاة للسخرية من الحال التي وصل إليها إعلامنا الرياضي، فهل يجرؤ أي من هؤلاء الإعلاميين المخضرمين أن يتناول ما حدث لمذيع قناة الرياضية الذي رميت عليه علبة مياه بطريقة أقل ما يقال عنها إنها قذرة، وتعكس تصرفات بعض الجماهير غير المسؤولة.
أليس من الأولى أن نتناول مثل هذه القضايا لتوعية الشباب بتحسين سلوكهم في المنشآت الرياضية، بدلا من الخوض في قضايا التعصب الأعمى؟!
إن إهدار ساعات من البث في قضايا هامشية تتعلق بما يحدث في الوسط الرياضي -وأخص الجماهير- أمر لا يبشر بتطور الإعلام الرياضي، بل يدل على أن هذه البرامج لا تملك مواد إعلامية قوية، وأن المنهجية الآن تبنى على ما يدور في مقاهي الشباب من جدال أو على مواقع التواصل.
ربما يتوجب على هذه البرامج أن تعيد النظر في سياساتها الإعلامية، وتتوقف عن جعل شاشاتها مسارح للتعصب الرياضي، وأن تهتم أكثر بتطوير رياضة البلد. تمنيت أن أرى خبيرا رياضيا من إحدى الدول التي تهتم بكرة القدم على أي منها، على الأقل ليشرح لنا كيف فشلنا في السنوات الماضية، ولكن للأسف هذا لن يحدث! ربما نحتاج إلى خبير إعلامي أيضا.