لسوء الحظ أو لحسنه قرر سائق المركبة أن يعكس السير، كنت شاهدا على تلك اللحظة وتمنيت أن يواجه في طريقه سيارة للمرور توقفه متلبسا بمخالفته الصريحة وهو ما حصل بالفعل، تراجعت عن أمنياتي حين أكمل سائق المركبة عكس السير بطمأنينة فائقة فيما توقفت سيارة المرور عند المطعم القريب! وهنا يبدأ أول الأسئلة إن كان عكس السير لا يزال ضمن نطاق المخالفات المرورية؟
في غير زمان وفي أكثر من مكان، تصبح الإشارات المرورية التي لا تحيطها كاميرات السيد المحترم ساهر مستباحة الدم، منتهكة الحرمة، تلك الأماكن تحديدا تتحول بغياب المرور إلى أسوأ المناطق الدموية، هنا تصبح تلك الأماكن دوائر موت محقق، ولكم أن تستفسروا من مسعفي الهلال الأحمر كيف باشروا في تقاطع واحد فقط عشرات الحوادث التي كانت جميعها بالكيفية ذاتها وبحجم الإصابات نفسه نتيجة غياب المرور عن القيام بدوره كما يجب، لذا يصبح الاستفسار التالي منطقيا جدا، إن كان هناك فرق في العقوبة بين قطع إشارات ساهر وبين غيرها من تلك التي لم تنعم بالكاميرات؟
تذكر -عزيزي القارئ الكريم- حين تحشرك المركبة التي أمامك بعوادمها وأدخنتها أن تلك من المخالفات المسكوت عنها رغم أن ضرر هذه المخالفة متعد إلى الإنسان والحيوان والنبات والبيئة والتأثير على درجة الحرارة، الكلام السابق ستتذكره هذا اليوم تحديدا؛ لأن سيارات التلوث تتوزع في شوارعنا بالتساوي، وتتغلل فيها بالشكل الذي يجعلها مرئية لأعين الجميع باستثناء أعين المرور!
قبل سنوات عدة أطلقت اللجنة العليا للسلامة المرورية خطة للتصدي لظاهرة الوقوف الخاطئ المتفشية في شوارع العاصمة، اليوم -وبعد سنوات- توقف تلك الخطة إلا أنه وللأسف لم تتوقف السيارات التي تقف بشكل خاطئ في كل مكان، وهنا أيضا نطرح استفسارنا الأخير إن كانت مخالفة الوقوف الخاطئ ما زالت سارية المفعول؟