ما يزال مسلسل الاعتداء على الفتيات الفلسطينيات مستمرا، في وقت تأبى مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن تهدم ما بناه المستوطنون من ادعاءات وتهم، لتبرير انتهاكاتهم واغتيالاتهم.
لا أريد الموت
أبي، لا أريد الموت.. بهذه الكلمات نطقت الفلسطينية إسراء عابد 29 عاما، بعد أن أطلق شرطي إسرائيلي النار عليها وأصابها بجروح خطرة، نقلت على إثرها إلى المستشفى، وما زالت تتلقى العلاج.
إسراء - وهي أم لثلاثة أطفال - ما تزال رهن الاعتقال الإسرائيلي، بتهمة محاولة طعن جندي من تل أبيب، قبل إطلاق النار عليها أول من أمس، لكن توثيقا مرئيا للحادثة، تبادلته مواقع التواصل الاجتماعي، أخيرا، كشف أن إسراء بريئة من التهم الإسرائيلية. ومع ذلك، تمسكت شرطة الاحتلال بوصمها بالإرهاب، إذ قالت على لسان المتحدثة باسمها، لوبا السمري الشابة الإرهابية، وهي على ما يبدو عربية من سكان منطقة الناصرة، وعمرها 29 عاما، شهرت سكينا في وجه جندي إسرائيلي، بحضور اثنين من أفراد شرطة حرس حدود.
تكذيب
العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس، علق على الفيديو الذي فضح مزاعم الاحتلال، قائلا: التسجيل المصور المخيف الذي ينتشر الآن يثبت أننا نعيش في مجتمع هستيري يحتكم إلى السلاح. كيف يمكن إطلاق النار على شابة لم تفعل شيئا؟
مأساة مماثلة
وتعيد حادثة إسراء إلى الأذهان، مأساة مشابهة، إذ أطلق مستوطن، الأربعاء الماضي، النار على الفتاة شروق دويات 18 عاما، في حي الواد في البلدة القديمة من مدينة القدس.
ورغم اختلاف المكان والزمان، وربما شخصيات القصة، فإن الحدث كان مطابقا تماما لما وقع في مدينة الناصرة، إذ أطلق جندي الرصاص على شروق، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطرة، وهي الآن ما زالت قيد الاعتقال الإسرائيلي بتهمة محاولة الاعتداء المسلح.
وورد في عدد من الروايات المستقلة، أن شروق كانت في طريقها لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، عندما تحرش بها مستوطن إسرائيلي، وحاول نزع حجابها لتقوم بدفعه بحقيبتها إلى الحائط قبل أن يبادر بإطلاق النار عليها. بدوره، قال مدير نادي الأسير في القدس، ناصر قوس الذي يسكن منطقة الواد، المستوطن تحرش بالفتاة وافتعل مشكلة معها، فصدته بأن دفعته بالحقيبة التي كانت في يدها، فما كان منه إلا أن أطلق النار عليها من مسدسه.
حادثة ثالثة
وفي حادثة ثالثة شبيهة، استشهدت الفتاة الفلسطينية، هديل هشلمون، في 22 سبتمبر الماضي برصاص جنود الاحتلال خلال محاولتها عبور الحاجز العسكري بشارع الشهداء في الضفة الغربية.
وزعمت الشرطة الإسرائيلية في تعليق على الحادث أن هديل كانت تحمل آلة حادة حاولت بها طعن أحد الجنود الإسرائيليين.