الباحة:مشعل الغامدي

أكد متخصصون ومهتمون بالآثار أهمية الحفاظ على أبرز الآثار التي تحتضنها المملكة، خصوصا المَعْلم الذي يعود تاريخه إلى 2000 عام وهو طريق الفيل، وذكر كثير منهم أن أبرز ما يعانيه هذا الأثر الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، هو الإهمال الكبير وسرقة حجارته من بعض المواطنين الذين بنوا بها منازل على مدى عقود .

المكان يحتاج تطويرا وحماية
تجربتي الشخصية مع دروب التجارة كانت بتشكيل قافلة رحالة تقوم برحلات على تلك الدروب سميناها وصل، كي تصل الماضي بالحاضر، وقمنا برحلة في 2013 من مدينة أبها إلى سوق عكاظ على درب التجارة والحج القديم أو كما يسمى درب أبرهة أو طريق الفيل، وكانت على ظهور الإبل وقطعنا المسافة في 12 يوما، ووصلنا إلى سوق عكاظ كما كانت تصل القوافل العربية قديما. والحقيقة ألمس دور الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تسوير المواقع التي تحتاج إلى تسوير، وتسهيل الوصول إلى المواقع بتحسين الطرق ووضع اللوحات التعريفية، وتوثيق تلك الآثار وإكمال الأبحاث التي تتعلق بتاريخ هذه المواقع عبر البعثات العلمية، وأطالب بإبراز الطريق والاهتمام به من العاملين في السياحة عبر منظمي الرحلات السياحية والمرشدين السياحيين، وأتمنى أن يحاط الطريق برعاية أكبر تناسب أهميته وتحميه من التعديات التي أراها طالته من بعض المتعدين الذين قاموا بأخذ أحجار الرصف الموجودة فيه لاستخدامها في بناء منازلهم وأسوار مزارعهم.
خالد معجب
*عضو مجلس إدارة جمعية المرشدين السياحيين السعوديين

 السياحة الثقافية تكاد تكون صفرا
طريق الفيل يعد من أهم المعالم الأثرية في الجزيرة العربية، وما زالت بقايا واضحة منه في شرقي منطقة الباحة حول مركز جرب بمحافظة العقيق التي جرى ذكرها في كتب التاريخ، إذ تصدت قبيلة غامد لجيش أبرهة. الطريق يعاني إهمال الجهات المعنية. وأعتقد أنه من المهم أن تنفصل الآثار بهيئة مستقلة، فقد ظلمت الآثار بضمها أولا إلى وزارة المعارف سابقا، وأهملت الآن وأصبحت تطغى النظرة السياحية على النظرة الأثرية، والآثار لدينا تحتاج إلى دراسة عميقة وإلى حماية مشددة وإلى توثيق ومسح آخر غير المسح الذي قامت به وزارة المعارف، وإلى استراتجية خاصة، فمن خلال مسح أولي سجلت بنفسي في الباحة أكثر من 18 موقعا أثريا. وبالعودة إلى طريق الفيل فهو يحتاج إلى حماية خلال تسويره بشكل كامل، كذلك يحتاج إلى فريق ميداني يجري عليه دراسات ثم يتم بعد ذلك استثماره سياحيا.
وللأسف سياحة الآثار والسياحة الثقافية، تكاد تكون صفرا في منطقة مهمة كالباحة، ولذا تحتاج هيئة السياحة أساتذة متخصصين في هذا الجانب.

الدكتور جمعان عبدالكريم
أكاديمي وباحث

الاهمال يخفي الملامح
الطريق يعد من أهم المعالم والآثار في المملكة، لكنه يعاني حاليا اختفاء معالمه وأجزاء منه بسبب الإهمال، فالجزء الذي يمر بالباحة يعدّ الجزء الأكبر ولا زال مرصوفا بالحجارة الأصلية، لكن الإهمال تسبب في اندثار بعض معالمه، إذ اختفت بسبب العوامل البيئية التي تكالبت عليه منذ قرون.
حسين الغامدي، دخيل الدعجاني
مهتمان بالآثار

 السياحة والتراث الوطني: لا تعليق 
تواصلت الوطن مع مدير فرع هيئة السياحة والثرات الوطني في الباحة زاهر الشهري، لمعرفة موقف الهيئة مما قيل حول الإهمال الذي يشهده طريق الفيل، فأحال الموضوع إلى مسؤول الآثار في الباحة بدر الزهراني الذي طلب إرسال خطاب عبر فاكس الإدارة وتم إرساله، ولم يرد على تساؤلات الوطن منذ نحو ثلاثة أسابيع.