لم يعد منطقيا أبدا أن نعيش تحت رحمة أسعار البترول، ونحن كلنا نعرف أنه ثروة ناضبة.
فقبل 70 عاما كنا مجتمعا رعويا قبل أن نبدأ بضخ البترول ليشكل 90% من إيراداتنا، ولكن هل نعرف جميعا أنه من الممكن جدا بعد 70 عاما أخرى أن نتوقف عن ضخ البترول، لنعود مجتمعا رعويا؟ وإذا طرحنا سؤالا دراميا سيكون كالتالي: هل سنرى حينها السيارات الذكية تجوب شوارع المملكة دون سائق؟ أم أننا سنرى في شوارعنا الإبل والخيول؟
هذا ما يجب أن نتصوره ونستشعره من أجل مستقبل هذا الوطن. لا يمكن أن تمر السنين الماضية وتريليونات الريالات التي صرفت طوال العقود الماضية في التنمية دون أن ندرك الخلل الذي جعلنا كما نحن، أي لا يزال اعتمادنا على النفط بنسبة 90% مثلما كنا قبل عدة عقود. هذا أمر قاس ومؤلم، ولا يصدق في حسابات التنمية الحقيقية.
علينا أن نتعلم من أخطائنا لأن استمرارنا في الاعتماد على النفط بنسبة 90% من إيراداتنا هذا يعني أنه لم يتغير شيء، ولذا لا بد أن نخرج من دائرة هذا الاقتصاد النفطي الذي يتأثر بأي هزة في أسعاره، وهذا ما زال يحدث للأسف مع كل المليارات التي تم صرفها طوال السنوات الماضية على التنمية. دولة كالنرويج مثلا أنفقت على التنمية ربما أقل منا بكثير واستطاعت أن تنوع دخلها خلال 70 عاما، فلماذا لم ننجح؟ سؤال ليس للمحاسبة بقدر ما هو سؤال للعبرة والاستفادة. لا يمكن أن نتقدم غدا إذا لم نفهم اليوم وإذا لم نتعلم مما حدث في الأمس.
نحن لدينا كل الفرص التي تحتاجها أي دولة لتنوع اقتصادها. لدينا الأمن والاستقرار، ولدينا وشائج الحب بين القيادة والناس، لكننا لا نخطط بشكل دقيق لتنوع اقتصادنا، وإذا لم تستطع بلادنا أن تتوجه بشكل براغماتي إلى تنويع مصادر الدخل فقد لا تستطيع مصانع التحلية إيصال المياه المحلاة إلى بزابيزنا خلال السبعين سنة القادمة.