حائل: فريح الرمالي

العديلي: ضعفت الرقابة فانحرف بعض الشباب فكريا

لم يدر بخلد ذوي الشهيد مشاري عوض العنزي الذي يعمل جنديا أول في القوات المسلحة، والشهيد عودة زايد العنزي عسكري متقاعد، أن مساعيهما في الصلح وإنهاء الخصومة بين بعض أهالي قرية ابن صنعاء، ستكون نهاية لحياة مشاري وعودة، بعدما توجها في أول أيام عيد الأضحى إلى مخفر شرطة عمائر بن صنعاء مع أطراف الخلاف، ليقوم الإرهابيان سعد راضي العنزي وشقيقه عبدالعزيز، بإطلاق النار عليهما وقتلهما فور خروجهما من المخفر لرد الهجوم الذي لم تكن تعرف دوافعه في حينها، ومحاولتهما إنقاذ أكثر من عشرة أشخاص كانوا داخل مخفر الشرطة.
خلاف بسيط
من جهته، أكد مصدر مقرب من عائلة الشهيدين لـالوطن أن الشهيدين مشاري وعودة كانا برفقة مجموعة من الأهالي لمحاولة إنهاء خلاف بسيط وقع قبل عيد الأضحى بيوم واحد بين اثنين من أهالي القرية، وأضاف أنه في يوم الحادث خرج الشهيدان لاستطلاع أصوات إطلاق نار داخل مخفر الشرطة، وتزامن خروجهما مع إطلاق الإرهابيين النار على موقع وجود بعض المرافقين لهما وأفراد المخفر، فتقدما لمحاولة إنقاذ أكثر الموجودين داخل المخفر.
وفي السياق ذاته، أكد الرقيب أول عايش زايد عايش العنزي، أحد أفراد القوات البرية، وشقيق الشهيد عودة، أن أخاه وابن أخيه استشهدا على يد الفئة الضالة، قائلا: إننا نتقبل التهاني وليس العزاء، ونحتسبهم عند الله من الشهداء، إذ إنهما استشهدا يوم الحج الأكبر، يوم عيد الأضحى المبارك، ونحن من هذا المكان نجدد البيعة للقيادة الرشيدة، وعلى استعداد تام لتلبية نداء الوطن، داعيا الله أن يحفظ هذه البلاد من أي مكروه.

ضعف الرقابة
إلى ذلك، أرجع الخبير الأمني اللواء متقاعد عبدالله العديلي سبب تمكن تنظيم داعش الإرهابي من تجنيد فئة من الشباب إلى ضعف الرقابة الأسرية عليهم، داعيا إلى مواجهة هذا التنظيم فكريا على كل الأصعدة، ومتابعة الحسابات التي تروج لأفكاره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد العديلي في تصريح إلى الوطن أن استهداف الأقارب والمقربين ليس جديدا على داعش، فالمنتمون إلى التنظيم استهدفوا الآباء والأقارب، وهناك حوادث شهدتها المملكة أخيرا تؤكد ذلك.
 وأشار إلى وجود آلاف الحسابات المؤيدة لتنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، تواكب التنظيم الإرهابي بالصوت والصورة وتنقل جرائمه الفظيعة إلى العالم. وشدد  على ضرورة متابعة هذه الحسابات وإقفالها ومتابعة من يقومون عليها، داعيا في الوقت نفسه إلى تحصين الشباب فكريا، ومشاركة  الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام في أداء هذا الدور الإيجابي، ضاربا المثل بمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، والذي نجح في تغيير وتصحيح أفكار المنتمين إلى هذه الجماعات الإرهابية.