خسر النصر بطولة السوبر (اللندني) بهدف بعد مباراة حفلت بشيء من العشوائية في الأداء وبالفرص السانحة للتسجيل من الفريقين وتصدي القائم لأكثر من كرة، وكان الهلال الأفضل تنظيما وسيطرة على الكرة وحقق اللقب الرسمي الأول ضمن بطولات الاتحاد السعودي المعتمدة للموسم الجاري.
النصر حقيقة لم يقدم ما يشفع له بتحقيق السوبر وكان يحتاج للكثير داخل الملعب وهذا له أسبابه الإدارية والفنية والإعدادية، ولكن البطولة انتهت الآن ولاتزال فرصة تعديل الوضع قائمة خصوصا أن فترة التسجيل ما تزال مستمرة.
في البداية لابد أن نشيد كثيرا بجهود الأمير فيصل بن تركي طوال السنوات الست الماضية التي حول فيها النصر من فريق بلا نجوم حقيقيين إلى فريق بطل وليس أي بطل بل بطل الدوري ولمرتين متتاليين بعد أن صبر أربع سنوات في عملية إعادة البناء الشاملة للناشئين والشباب والأول وهي الدرجات الرسمية في البطولات.
الأمير فيصل الذي دفع الكثير من الملايين من جيبه الخاص حوّل النصر من فريق يملك صغار النجوم ويدفع قليلا من المال إلى فريق يمتلك أغلى اللاعبين السعوديين وفريق يدفع الملايين بل إنه أصبح مطمعا لكل لاعب من الأندية الأخرى وحتى المنافسين لأنه أصبح ناديا (شبعان) ويستطيع أن يدفع وأن يستقطب وأن يوقع مع من يشاء.
منطقيا كان على النصر أن يحقق خلال هذه الفترة على الأقل خمس بطولات لأن الزمان زمانه وهوبطل آخر دوريين وهذا لا يحصل إلا لفريق متمكن وقوي وله شخصية في الملعب ولديه حلول، ولكن هناك أكثر من بطولة ضاعت بسبب الحظ أو عدم التوفيق أو حتى أخطاء لاعبين أو مدرب.
النصر اليوم يقف على هرم كرة القدم السعودية ويحتاج إلى الاستمرار وتحقيق مزيد من البطولات واستثمار المرحلة الزاهية التي يعيشها، ولكن لتحقيق هذا الأمر وأيضا الفوز بدوري أبطال آسيا والمشاركة في مونديال الأندية كهدف استراتيجي للأمير فيصل ولجماهير الشمس، فإن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر في اللاعب الأجنبي.
النصر بحاجة إلى عمود فقري أجنبي كامل يبدأ من (سنتر) متمكن برتبة قائد ومرورا بصانع لعب يجيد بشكل أساسي استثمار الأخطاء القريبة من خط الـ18، ومهاجم قناص بالإضافة إلى لاعب رابع وسط أيمن، وقد يكون للمدرب وجهة نظر في احتياجات الفريق ولكن لابد من مدافع ثقيل وصانع لعب يجيد التسجيل من الكرات الثابتة.
جماهير النصر كانت تمني نفسها بكسب هذه البطولة ورفع الرصيد ولكن حدث العكس وهي الآن تبحث عن التعويض القوي من خلال بطولات الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد، ويهمها كثيرا دوري أبطال آسيا ولذلك على إدارة الأمير فيصل استغلال الفترة المتبقية للتسجيل لتعديل الوضع وكسب لاعب أو اثنين أجانب يصنعون الفارق بشكل حقيقي ويساعدون النجوم المحلية لتحقيق البطولات.