حتى لحظة الصلاة أمس الأحد على الزميل سعود الدوسري الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الجمعة الفائت لا تزال الصدمة تملأ وجوه ومشاعر محبيه، فالخبر كان جسيما عليهم بواقع الصداقة الطويلة والعلاقة المهنية.
مضى الدوسري إلى ربه وطويت صفحته، أما شهود الله في أرضه فهم باقون في سرد خصاله الحميدة وابتسامته النقية وسلامة صدره، والغريب في الأمر وفاة اثنين من الإعلاميين في اليوم ذاته، فبالمزامنة مع وفاة فقيد الإعلام السعودي كانت وفاة الإعلامي الأردني نايف المعاني الذي سبق أن نعى نفسه على الهواء مباشرة قبلها بيوم، وأيضا كانت وفاة الإعلامي الفلسطيني عيسى أبو العز.
هؤلاء الثلاثة غادرونا في يوم واحد، وقبلهم بأسابيع كانت وفاة الإعلامي القطري محمد اللنجاوي وقبل أشهر توفي محمد الثبيتي، وساهر المحمد المذيع في القناة الرياضية السعودية.
أربعة من هؤلاء المذيعين توفوا بسبب أزمة قلبية، منهم من أجرى عملية قلب مفتوح وبعضهم كان يشكو مرض قلبه، أما المذيع المحمد فقد توفي بسبب نوبة هبوط سكر حادة حيث علم بأمر وفاته بعد تعذر الاتصال به لمدة ستة أيام فكانت الفاجعة برحيله وهو على فراشه، بينما حل الخطأ الطبي في وفاة الثبيتي.
فهل المصابون بهذا النوع من الأمراض العصرية لا تناسبهم وظائف الإعلام وتحديدا المعنية بالظهور أمام الملأ والشهرة، حيث دقة العمل والتعامل مع الجمهور والخشية منهم؟ أم أن تلك المحددات في حياة الإعلاميين هي الباعثة للأمراض.
من يملكون قلوبا كقلوب الطيور عادة ما ينهكون.