تحركت مؤخرا الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأصدرت بعض القرارات التي من شأنها تخفيف الديون عن الأندية، كان من أبرزها تعيين مكتب محاسبي موحد لأندية دوري جميل كافة وتحديد سنة مالية موحدة للجميع تنتهي في شهر يونيو من كل عام مع فرض عقوبات متدرجة نوعا ما على أي ناد يثبت عليه تلاعب في العقود حسب النص (تحايل أو إخفاء أوتعديل أو تحريف)، بالإضافة إلى منع أي نادٍ من تسجيل محترفيه ـ محليين أو أجانب حسب التدرج ـ في حال تجاوز الحدّ المسموح به في جملة الدين العام حسب التصنيف للأندية ومداخيلها وجماهيريتها وهكذا.
هذا التدخل وإن كان متأخرا جدا عطفا على سنوات التنظير (إلا) أنه أفضل بكثير من الصمت على ما يحدث داخل بعض الأندية وبعض إداراتها ممن استهواها كثيرا سياسة البذخ والضحك على المدرج بتعاقدات تنتهي في مجملها إلى أرقام ومديونيات وشكاوى في الداخل والخارج تتأذى منها الكيانات الرياضية طويلا وكل إداراتها التي تأتي مستقبلا للعمل لتجد نفسها أمام كوارث مالية كبيرة! وفي هذا الصدد بودي أن أشير إلى مسألة مهمة حدثت في نادي الإتحاد وسأسأل مقام الرئاسة واتحاد الكرة السعودي عن القرض البنكي الذي تمت الموافقة عليه: كيف سُمح لإدارة النادي ترحيل مداخيل النقل التلفزيوني لخمس سنوات كضمانة سداد للقرض المشؤوم؟، وما دخل النادي وجماهيره فيما أحدثه الفكر الإداري العقيم؟، وكيف يتحمّل النادي ككيان وأعباء وتاريخ ومسؤوليات أخطاء (إدارية) فاضحة؟ ومن يستطيع الجزم أن القرض البنكي تم صرفه في المكان الصحيح؟.
والأهم من هذا كله: أنه ومع إسدال الستار للموسم القادم يُعتبر نهاية الفترة الرئاسية للإدارة الحالية بنادي الإتحاد، فهل سيُسمح لها (بالرحيل) بعد كل ما فعلته من وعود لم تفِ بها؟ أليست من قام بطلب القرض بعد فشلها في سداد الديون التي التزمت بها أثناء قدومها بميزانية مفتوحة وشيك بثلاثين مليونا؟ ألم يكن برنامجها الانتخابي واضحا للجميع فلماذا لم تلتزم به بعد فوزها؟.
كل هذه التساؤلات وغيرها من التعاقدات الاحترافية التي أبرمت في الوقت الراهن يُفترض أن تقبع على طاولة الرئاسة العامة فهي المناط بها حماية الأندية من العبث الإداري المنقول من إدارة لأخرى وعلى رأسها طبعا نادي الإتحاد، هذا الأخير الذي وقع ضحية السماسرة والعقرجية وإعلامهم (المكشوف) الذي ضلّل جماهير النادي كثيرا ومازال في غيّه مستمرا بلا حسيب أو رقيب.
أعود وأكرر: قرارات الرئاسة مؤخرا ربما قد يُقصيها العمل الإداري الهزيل داخل أندية وإدارات باتت تعمل وكأنها في ملكيات خاصة وعلى عينك يا تاجر. وقبل أن تضيق مساحة المقال هذا اليوم بودّي تذكير الجميع: أن الكرة السعودية ـ أندية ومنتخبات ـ أكملت تماما 10 سنوات دون أي إنجاز حقيقي على أرض الواقع، اللهم إلا صراعات داخلية ومحسوبيات إعلامية وشكاوى احترافية وفضائح مالية لن يسترها حزمة قرارات سرعان ما تذهب أدراج الرياح وفي هدوءٍ متعمد وسخيّ الوجع.