كاد الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يُجهز على بطولة السوبر بقضية يفترض عدم وجودها حينما تجاوب بجدية وحماس مع طلب رفع العقوبة عن مشاغبي النصر والهلال بحجة أن المباراة تقام خارج السعودية..! ولكن لجنة الانضباط تجاوبت مع الهجوم المحموم إعلاميا وجماهيريا وأحسنت صنعا برفض رفع العقوبة عن الخماسي الهلالي النصراوي.
ولو عدنا لأصل القرارات فإنها تنص على عدم مشاركة حسين عبدالغني، ناصر الشمراني، سالم الدوسري، حسن الراهب ومحمد عيد في أي بطولة رسمية يحق لهم اللعب فيها. وبطولة السوبر أقرها الاتحاد الحالي برئاسة أحمد عيد ضمن البطولات الرسمية.
أما بعض القانونيين ومن سايروهم بأن العقوبات الانضباطية تطبق في المباريات التي تقام محليا، فهذا اجتهاد مضر حتى لو أجازه البعض قانونيا، وفي الأصل ليس هناك بطولات سعودية تقام خارجيا، وحتى لو وجدت فمادام أنها تحت إشراف اتحاد القدم فيجب أن تسري عليها العقوبات الانضباطية التي أقرت لردع المخالفين. وبالتالي أي تساهل أو تسامح أو تبرير سيكون وبالا ويدعو لتشويه سمات الرياضة ويساعد المتهاونين والمشاغبين والفوضويين على تعميق هذه السلبيات. ولذا نقول شكرا لكل من انتصروا لأدبيات وأخلاقيات الرياضة. أما باقي التبريرات والتعليلات العدائية والتوهمية والتآمرية والتفضيلية فيجب أن تكون بمنأى عن المبدأ الأساسي احتراما لسمات الرياضة، ويبقى النصر والهلال أقوى وأكبر من أي نجم.
ومن جانبي، مازلت أقول إن الاتحاد المنتخب الذي نجح في إقرار هذه البطولة ضمن روزنامة مسابقاته الرسمية، نجح أيضا في الموافقة على إقامتها هذه المرة في لندن متجاوبا مع معطيات استثمارية وتسويقية في خطوة غير مسبوقة عربيا وستدر أموالا على جميع الجهات ذات العلاقة بما يقوي سبل الاستثمار الرياضي.
ومنذ أقرت رسميا والأخبار الجميلة تتلاحق بدءا من تسويق التذاكر إلى حجز البوكسات ثم الترويج للقاء التنافسي التقليدي السعودي بإعلانات على تاكسي لندن وهذا بحد ذاته تجربة ثرية، وستكون أكثر نجاحا بالحضور الجماهيري وظهور اللاعبين بأجمل أداء فني وانضباط سلوكي، يضاف إلى ذلك ما يقدمه الجمهور في المدرجات تناغما مع بيئة الملاعب الإنجليزية، مع عدم إقحام بعض سلبيات الملعب وأن نتعامل معها كـتجربة تفتح آفاق المستقبل. ولا أنسى استثمار المباراة النادرة من الجهات الأخرى كالسفارة السعودية والرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتعاون مع اتحاد القدم لإحياء يوم سعودي في معقل كرة القدم.
ومن واجب الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يكون أكثر شفافية واحترافية وثقة في عمله وخططه بالكشف عن تفاصيل العوائد التي ستدرها هذه المباراة سواء ماليا أو سمعة وتسويقا، وكيف سيتم التعامل معها مستقبلا، في حال عدم تقدم راع للمباراة أو اعترض أي من الفريقين لأي سبب، وأسئلة أخرى في مخيلة آخرين أو منسوبي الأندية.
في المقابل، هناك معارضون بعضهم لم يعطوا مبررات منطقية وآخرون أفقهم ضيق غير قادرين على مواكبة كل ما من شأنه الانفتاح والتطور، وهناك من ركزوا فقط على الجماهير غير القادرة على السفر، وهذا ليس مبررا كافيا، وسبق وأكدت أن مجرد اللعب في لندن يعتبر نجاحا، وبالعوائد المادية بنحو أربعة ملايين ريال لكل ناد وضعفها أو مثلها لاتحاد القدم صار النجاح مضاعفا، مع أمل استثمار المناسبة على أكمل وجه. أما من يلعبون على موال حرمان المشجعين البسطاء فهذا ابتذال بالحديث عن مباراة واحدة فقط، وهناك مشجعون سعوديون سيحضرون إلى لندن من دول عدة لتكون المباراة ضمن ذكرياتهم الخالدة مثلما يحضرون دوريات أوروبية.