من العوائق التي تواجه تطوير أي مشروع أو منتج ثقافي أو اجتماعي، الاصطدام بمن يقاوم الأفكار التطويرية، ولذلك فإن توطيد العلاقات مع الآخرين من أهم الخطوات التي يجب أن يسلكها قائد فريق التطوير لأي مشروع، خاصة إذا كان أولئك الآخرون لهم علاقة مباشرة بما يسعى إلى تطويره.
نسمع أحيانا عن فشل بعض المشاريع التطويرية، وهذا الفشل -في نظري- ليس لأن القائمين على تطوير تلك المشاريع لا يملكون أفكارا تطويرية؛ بل لأنهم عاجزون عن مد جسور التواصل مع الآخرين، فعملية التطوير عملية ديناميكية لا يمكن أن تتم بمعزل عن الآخرين.
يدخل سوق عكاظ هذه الأيام مرحلة تاريخية بعد موافقة مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل، على تشكيل فريق عمل لتطوير السوق اعتبارا من دورته العاشرة، وقد بدأ الفريق الذي أُسندت مهمة الإشراف عليه للدكتور بريكان الشلوي في عقد عدد من ورش العمل مع شرائح مهتمة بسوق عكاظ، من أجل رصد أكبر عدد من الأفكار التطويرية، والرؤى المختلفة لصياغتها ضمن استراتيجية خمسية لتطوير السوق الذي يمثل إرثا ثقافيا عربيا موغلا في التاريخ، ونافذة على المستقبل.
التفاؤل كبير بنجاح مشروع تطوير هذا الحدث الثقافي الكبير الذي يقوده الفيصل نحو العالمية، ليقدمه للعالم كمنتج عربي تاريخي ثقافي برؤية عصرية. وأول مؤشرات نجاح المشروع مبادرة المشرف على التطوير بمد جسور تواصل مع شرائح مهمة، بدأها بالأندية الأدبية التي يفترض أنها محضن الأدب والأدباء، والمسرحيين الذين هم سفراء لـأبي الفنون الذي كان له حضور مختلف خلال دورات السوق الماضية من خلال المسرحية الرئيسة للسوق أو ما يسمى بمسرح الشارع في جادة عكاظ، والإعلاميين، والتشكيليين.
من عهدة الراوي:
عكاظ منذ القدم لم يكن حدثا عاديا في تاريخ العرب، واليوم يقف وراءه المثقف والأديب الأمير خالد الفيصل، عرّاب السوق وباعثه من مرقده، الذي لا يقبل للمشروع العكاظي بأنصاف الحلول، فارتقبوا العام القادم، إنا مرتقبون.