مستشار مرشد الثورة في إيران قال كلاما يناقض ما تقوله الإدارة الإيرانية على لسان رئيسها ووزير خارجيتها، فقد صرح ولايتي بأن إيران لن تسمح بتفتيش مواقعها العسكرية ولا أحد يحدد لها أنواع أسلحتها
الجواب المباشر هو: لا، لن تتغير. وسأغامر بقول رأيي بأن إيران لن تلتزم بما وعدت به، وستكون هناك خروقات للاتفاق والمستقبل سيشهد. أولا يجب أن نحتكم للفعل لا للقول، فإيران تقول شيئا وتفعل شيئا آخر. الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته يمثلان وجه الغرب وبالتحديد دول 5+1 التي وقعت معها إيران الاتفاق، وتصريحاتهما تنسجم مع بنود الاتفاق، وهما يقولان كلاماً لا أظنه يصمد أمام القوى المتحكمة في السياسة الإيرانية.
فمستشار مرشد الثورة في إيران علي أكبر ولايتي قال كلاما يناقض ما تقوله الإدارة الإيرانية على لسان رئيسها ووزير خارجيتها، فقد صرح ولايتي بأن إيران لن تسمح بتفتيش مواقعها العسكرية ولا أحد يحدد لها أنواع أسلحتها، مضيفاً أن محاربة الإرهاب والتدخل الأميركي والأجنبي في المنطقة من وظائف إيران الاستراتيجية. وقاسم سليمان قال لا لتفتيش المنشآت النووية، لا للدخول لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية. وهذه الأقوال تنسجم مع ما نعرفه تماماً عن فكر الإدارة الإيرانية وتوجهاتها. ووزير الخارجية الأميركي عندما قال في شهادته أمام الكونجرس إن: في إيران 35 مليون شاب وشابة وكلهم فرحون بالاتفاق ويقولون شكرا لظريف، وأن في إيران مليونا من حرس الثورة يهتفون كل جمعة بالموت لأميركا، والخيار لكم فهل تنظرون إلى 35 مليونا من الفرحين أم تستمعون إلى مليون من الغاضبين؟ وقوله هذا حجة ضعيفة للدفاع عن الاتفاق، بل هو حجة قوية ضد الاتفاق، فمنذ متى تحدد إيران سياساتها بناء على رغبات وتوجهات الشباب مهما كان عددهم إذا كان هناك ألف من الملالي الغاضبين؟ تصريح كيري بأن الملالي غاضبين يدعم الرأي الذي يقول إن إيران لن تلتزم بهذا الاتفاق، وإنها ستواصل تصدير ثورتها وممارساتها الاستفزازية في المنطقة. ونسأل: هل ستتخلى طهران عن دعم حزب الله في لبنان الذي يسهم منذ عامين في عدم اختيار رئيس له ويمتلك مليشيات تفوق في قوتها الجيش اللبناني؟ وهل ستتوقف طهران عن ممارساتها العدوانية في العراق والبحرين واليمن والسودان، وحتى أفريقيا التي تقول طهران إنها هناك لتساعدها لا لتصدر الثورة؟ والغريب أن إيران تصدق نفسها بأنها ستستطيع في يوم ما السيطرة على المنطقة، والأغرب أنها لا ترغب في العيش بسلام مع جيرانها في المنطقة على الرغم من امتداد الأيادي بنوايا سليمة ومخلصة للتعاون، وتقابل كل ذلك على مدى سنوات طويلة بالرفض مدعومة بأفعال على الأرض، بل تقابلها بممارسات عدوانية في العراق والبحرين وأخيراً اليمن. سياسة طهران لا تخفى على أحد، من محاولة خلق جيوب عسكرية في المنطقة على شاكلة حزب الله، ونسأل مرة أخرى: هل تعلم طهران أنه لن يُسمح لها ببث العداء الطائفي في المنطقة؟ وهل تعلم أن الطائفية التي تمثلها مهما بلغت قوتها لن تستطيع ولن يُسمح لها بالسيطرة على 90% من السنة ولو اضطر هؤلاء للمحاربة بالحجارة؟
النظام الإيراني بممارسته تلك يضطر دول المنطقة مُجبرة على امتلاك كل أنواع الأسلحة بما فيها السلاح النووي للدفاع عن نفسها. وسياسته العدوانية تجاه دول المنطقة ستؤول إلى ذلك، لم تنفع مع إيران حوارات ثنائية ولا حوارات للمذاهب، ولا جهود منظمة العالم الإسلامي. لأن سياستها المبطنة وغير المعلنة، والواضحة من خلال أفعالها هي امتلاك القوة والتدخل من خلال الورقة المذهبية التي تمكنها من التمدد. والعالم بما فيه دول الجوار لن يصدق ما تقوله إيران وأتباعها في خطبهم وتصريحاهم، وإن كان النظام الإيراني يعتقد أنه يمتلك من القوة ما يمكنه من السيطرة كما فعل في لبنان فلن يتمكن من تكرار ذلك في أي دولة أخرى.
وعلى الرغم من اتفاق إيران الأخير إلا أن ملالي طهران يقولون إن بلادهم لن تغير سياستها بعد الاتفاق، ونحن نعرف ذلك. فقد دأبوا على التشويه والمحاولة والتلون وبذل كل ما في وسعهم للنجاح في فرض أجنداتهم التوسعية، ويعتمدون في ذلك على امتلاك قوة تفوق القوة التي تملكها دول المنطقة، وهذا ينسجم مع ما تحاول فعله في امتلاك سلاح نووي. وهي تفعل في لبنان الشيء نفسه بامتلاكها قوة تفوق قوة الدولة والتي مكنتها من فرض سياستها عن طريق حزب الله.
لكن دول الخليج تعي تماما سياسات النظام الإيراني، وهي تمتلك من القوة ما يحول دون تنفيذ طهران سياساتها العدوانية في المنطقة، وفي ذات الوقت تدعوها للتعقل واستخدام الحكمة والعقل من أجل حقن الدماء البريئة ومن أجل التعايش والاستقرار، وهو ما تسعى دول الخليج لجعله واقعا في الشرق الأوسط، ولو اضطرت لاستخدام القوة كما يحدث الآن في اليمن.