تحولت جملة واحدة من معالي الوزير عزام الدخيل إلى مباراة فكرية بين جيوش المؤدلجين من مدرستين. قال معاليه إنه ينوي زيادة عدد الفصول في مدارس تحفيظ القرآن الكريم، فابتدأ هاشتاق عزام#يتخبط. في الساعة التالية رد الفريق المقابل بتغيير الحرفين الأوسطين عزام#يخطط. قال عنه واحد من أشهر مشايخ تويتر: عزام الدخيل يدرك أن أبناء مدارس التحفيظ هم من رمى حصون بني ليبرال بالحجارة. رد عليه زعيم الطائفة المقابلة: عزام يريد عودة كتائب السرورية والإخونج إلى مدارسنا من الباب الواسع. وللأسف الشديد، فإن مثل هذه المباريات الفكرية حول جسد التعليم بالخصوص لا تحدث سوى في المجتمعات الرخوة. في المجتمعات التي تكتشف أنها بلا تعليم رغم مليارات الصرف المالي، وبالبرهان فكل ما قرأته في هذا الحوار البيزنطي يدل على أننا استطعنا محو أمية الكتابة ولكننا فعلا بلا تعليم.
ما هو المخرج؟ باختصار، ومن صلاحياته أن يفتح ما شاء من الفصول والمدارس، طالما كانت هذه رغبات قطاع واسع من المجتمع، لكن حقوق القطاع العريض المقابل في ما يرونه من مستقبل أبنائهم لا يجب أن تسقط من حسابات معالي الوزير. آن الأوان لتفكيك هيكل البناء المركزي لشكل المدارس والمناهج. من حقنا أن يبني لنا معالي الوزير في حارتنا مدرستين. واحدة بخمسين حصة في الأسبوع يلبي فيها رغبات من قالوا إنه يخطط ولهم فيها ما يريدون من الحفظ والبرامج والمناهج. ثانية بعشرين محاضرة في الأسبوع لعلوم الدين واللغة والفيزياء والرياضيات وبقية العلوم التطبيقية. لا تفرضوا على ولدي مدرستكم ولست بالفارض على ابنكم مدرستنا. لستم أبداً أبداً بأحرص مني على مستقبل ولدي ولست أكثر منكم بما ترونه لأولادكم من مستقبل. نحن نريد مدرستين في حارتنا ولكل أب حقه المكفول أن يأخذ ولده إلى باب المدرسة التي يريد. في النهاية سنحتكم إلى الباب الوحيد الذي سيجمعنا عند الزحام على الكليات النوعية، سنلتقي على بوابات كليات الطب والهندسة وفي أيدينا النسب الموزونة والمؤهلة لاختبارات مراكز القياس، ويومها من أخذه نظامه التعليمي وباب مدرسته إلى اقتناص الفرصة فليتفضل. مطلب المدرستين، يا معالي الوزير، سهل شفاؤه وقابل جداً للتطبيق مع بدء اليوم الأول من العودة للمدرسة. هو الحل الوحيد الذي سيعطي لكل أب حقه الكامل في الاختيار دون أن يفرض خياراته على الأب المقابل. هو الحل الوحيد لإنهاء وصايتك على مستقبل ولدي وقطع دابر اهتمامي بما سيكون لابنك.