أبو البنات ليس شيخاً ولا خطيباً ولا كاتباً صحفياً ولا شاعراً بل إنسان ارتدى الحقيقة والصدق واتخذ لقب أبو البنات تيمناً بما يطرحه من مبادئ وقيم نبيلة وشعاره اللهم هل بلغت. من أبلغ ما نُشر له مقطع الشرفاء الجدد ومقطع المرأة الجسد على اليوتيوب.
يقول معقباً على فضيلته –الذي ستتعرفون عليه من خلال المقطع- إن جنس الإنسان مغيب عن ذهنه ولا يرى الإنسان إلا ذكراً فقط، وفضيلته سيجعلكم تعلمون كيف أن فضيلته كان نموذجاً يحتذى لمن أتوا بعده في انحيازهم إلى ذكوريتهم. بل وظل الرجل وبفضل هذه الأفكار يعود دائماً إلى نقطة الصفر إلى حيث الفوضى في نفسه ووعيه وفي مواقفه تجاه المرأة.
جرب أن تتخيل أنك امرأة ليوم واحد، وأنك تتعامل مع هذا العالم وقوانينه كل يوم وكل لحظة من حياتك. فكيف سيكون هذا العالم وما قوانينه؟ وهل يمكن العيش فيه بأمان وكرامة؟ هذه هي الرسالة التي يطلقها أبو البنات عبر سلسلة مقاطع يوتيوب في غاية الأهمية، وكل ما ذكره وتطرق له لهو بالفعل رأس جبل الجليد، هذه السلسلة جديرة بأن يتم تدرسيها وتداولها وفهم العمق الإنساني منها. لا يجب أن تكون مجرد مقاطع مجهولة على الإنترنت، بل على الجميع أن يستمع إليها ويتداولها.
نحن وحدنا المسؤولون عما يحصل الآن من ظهور فئة مستشرفة، تدعي الشرف ولا تمارسه وتدعي الفضيلة ولا تؤمن بها. إن ظهور شخص واحد مقابل مئات المستشرفين ليس كافياً وإن كان جديراً بالاحترام الكبير. أن تدافع عن حقوق غيرك لا لشيء إلا لأنه إنسان مثلك لهو كمال النبل وأساس الفضيلة والشرف النبيل، إنهم أصحاب المبادئ الكبيرة الذين يتبنون شعاراً لهم مفاده إنه عندما تنتهك كرامة الإنسان فيجب أن تعتبر أن كرامتك انتهكت معه والإنسان هنا هو المرأة.
المستشرفون الجدد هم ليسوا إلا نتاج فصام ذهني نوعي ثقافي، فحين يقال لهم المرأة عورة، وتارة المرأة ملكة، وأخرى الجنة تحت أقدامها، وأخرى هي من حبائل الشيطان، من هنا يظهر المستشرفون الجدد قوم نحب الصالحين ولسنا منهم. نحن لا نريد إنتاج نظام مجتمعي ظالم، نظام يقوم على ثنائية جائرة بقدر ما نريد ظهور جيل من الأسوياء وليس المستشرفين.
المستشرفون الجدد هم من تزعجهم المرأة القوية المثقفة، وتهدد سيطرتهم وذكوريتهم الزائفة، أما الرجل الواثق من نفسه ومن قدراته فإنه لن يقف ضد المرأة وحقوقها، ولن يبرر الإجحاف التاريخي الذي وقع عليها.