إبراهيم صالح
بالضبط كما يتم تفخيخ حقول الألغام في شتى أنواع الحروب، نجد تفخيخ العقول لدى الطوائف المتنازعة في كل مجتمع تمضي بنفس الوتيرة. والذي يجب أن ندركه هو أن أجيالا حديثة تم استزراعها في حقول الطائفية كما تزرع الألغام. ولو حاولت الاقتراب منها ستفاجأ بانفجارات فكرية عنيفة وغير متوقعة، فمن فخخ تلك العقول أعدها بالطريقة التي تضمن عدم التعامل معها بسهولة، فأتباع المذهب والطائفة وأتباع القبيلة والمنطقة والإقليم واتباع الرأي والفكر الواحد، جميعهم يتبعون طريقة البرمجة والأدلجة ذاتها مع اختلاف المعطيات والأدوات وتفاوت الأهداف والناتج العام طوائف ونحل وعصبيات وتمترس خلف الشعار الأوحد: إن لم تكن معي فأنت ضدي.
وانتقالا من تفخيخ العقول إلى تفخيخ الأجساد لبلوغ غاية المفخخ العظمى من كل فريق وهي الهيمنة، ولن يتوقف تفخيخ الأجساد ما لم يتوقف تفخيخ العقول. وهنا لا بد من وقفة جادة مع التعليم والفكر ومراجعة شاملة ودراسات متعمقة في الأسباب والنتائج والعواقب لسنوات مضت، على أن تكون وقفة حزم وعزم لبناء مستقبل مرتكز على أسس علمية وعملية، لا على اجتهادات وتخرصات وخيالات، وبعيدا كل البعد عن سياسات العصابات والجماعات والأحزاب واللوبيات.