بعد مشاهدتي بعض حلقات برنامج بدون مكياج الذي عرض في رمضان، حاولت أن أخرج بانطباع يقترب من الإيجابية، ولكنني فشلت في ذلك، فحينما تأملت كثيرا في نوعية الأسئلة الملقاة على ضيوف البرنامج، بدا لي أن المحاور طوني خليفة يريد الزج بضيوفه إلى المزالق، كل همه انتزاع إجابات حتى ولو كانت على حساب سمعة وأعراض الآخرين، حتى تسرب لدي إحساس أنني أمام حلقات بوليسية أشاهد خلالها قاضيا أو محققا يستجوب متهما.
في بعض الحلقات -وبالتحديد مع الضيفة بثينة كامل الإعلامية المعروفة- وجّه طوني أسئلة أقل ما توصف بأنها خادشة للحياء العام، وأجد نفسي في حِل من ذكر السؤال، وهناك أيضا أسئلة أخرى في حلقة سمير زاهر من نوعية البحث عن فضيحة، منها ما كان يتعلق بحسام أبوالفتوح، فضلا عن أسئلة كثيرة تُعد الإجابة عنها انتحارا من الضيف إذا ما أراد تلبية طموحات طوني الشريرة.
وضمن فقرات البرنامج، يتم إلقاء بعض الأسئلة على الضيوف في غرفة المكياج والإجابة عنها وتصويرهم خلال ذلك دون علمهم، ثم إعادة الأسئلة نفسها أمام الكاميرا، وفي نهاية الحلقة يفاجأ الضيف بها، ثم يُسأل: هل تريد العرض أم لا؟ بقصد تعرية الضيوف أمام المشاهدين، بحجة أنهم يرفضون أن يظهروا ما يبطنون، وبالتالي يفقد الضيوف مصداقيتهم أمام المشاهد.
وإذا ما صدقنا أن البرنامج يبحث عن المصداقية كما يدعي طوني، فلماذا تم حجب عرض حلقة الإعلامي عبدالرحيم علي؟ فالمصادر من داخل القناة أوعزت إلى أن أسباب المنع تعود إلى كشف الصحفي عبدالرحيم علي كثيرا من المفاجآت حول عدد كبير من المشاهير، والتي طالت طارق نور صاحب المحطة القاهرة والناس التي يبث منها البرنامج.
على طوني خليفة أن يعيد ترتيب أوراقه المهنية، وأن يحافظ على ما تبقى له من رصيد إعلامي، وأن يبتعد عن إثارة مفتعلة لم تعد تستهوي المشاهد.