ما نحتاجه لفك تلك الاختناقات حول الحرم المكي التأكيد على عدم تكرار العمرة كما هو نظام الحج، وعدم فتح تأشيرات العمرة إلا بعد انتهاء المشروع برمته، أي بعد عامين تقريبا

كان رمضان المبارك فرصة مواتيةً لمراجعة مسؤولي الدولة منجزات الحرمين الشريفين بالوقوف على تلك المشاريع ومعرفة ما قطعته من أشواط لخدمة المعتمرين وزوار الحرمين على مدى هذا الشهر الفضيل. وقد كنت أتابع من خلال الرصد ذلك الكم الكبير من الحشد الإعلامي عبر شبكات التواصل وقنوات البث الفضائي التي تنقل من الحرمين الشريفين صلاتي التراويح والتهجد، وهي مناسبة لنقل مشاهد التوسعة في الحرمين العظيمين إلى أصقاع الدنيا. وقد أتيح لي أيضاً حضور المناسبات المتزامنة مع التوسعة على مدى التوسعات العملاقة لهذه الدولة المباركة حتى رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتوسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقبلها توسعة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمهما الله، ولا ننسى ما سبق من توسعات على مدى التاريخ المضيء للخلفاء الذين جعلوا همهم خدمة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
اليوم ومع هذه التوسعات الكبيرة نشهد تزاحماً كبيراً في أعداد المعتمرين وضيوف الرحمن من الداخل والخارج بما يجعلنا نفكر مليا: أين تكمن مشكلة الازدحام؟ وما المشاريع المرتقبة التي تخطط لها الدولة لفك الاختناقات المرورية؟ وأعتبر مقالي أحد أساليب التنوير المتواضعة التي يمكن أن تسهم مع بعض الزملاء من أصحاب القلم في رفع رؤية الرأي العام أمام مخططي التوسعة وإن كانوا على قدر المسؤولية، لكن لا يمنع أن نأخذ معطيات جديدة لتسهم في دفع الملف إلى التجديد عليه والنظر إلى مصالح الزوار وتخفيف الزحام عنهم وحصرها في أماكن دون أخرى.. لقد شاهد الجميع نجاح توسعتي الملك فهد والملك عبدالله رحمهما الله وما يتلوهما من إنجاز قادم بإذن الله على يد الملك الصالح سلمان بن عبدالعزيز ليسهم ذلك كله في متابعة خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، وهو حريص -وفقه الله- أن يتمتع الناس بالراحة والأمن والاستقرار.
اليوم ما تشاهده أمام (باب الملك عبدالعزيز) والساحات من حوله أمر أزعج الجهات الخدمية وعثر حركة المرور وأعاق تحرك الناس دخولاً وخروجاً من وإلى الحرم، وكذلك الحال بالنسبة للمدينة المنورة. لقد قام عدد من الاستشاريين بالتعاون مع الشركات المنفذة مع شركة بن لادن وغيرها لفك الاختناق وأوجدوا الطواف المؤقت وعملوا كل أمر حتى يُسهلوا على المسلمين الحركة. لكن هناك أمور يجب ألا تغفل عنها الجهات المنفذة للمشروع حتى تحل المشكلة.. وأعتقد أن هيئة تطوير (مكة والمدينة) أيضاً لديها الخبرة الكافية.. ما نحتاجه عدة أمور لفك تلك الاختناقات وخاصة أن الناس مقبلون على الحج الأكبر. أولها التأكيد على عدم تكرار العمرة كما هو نظام الحج وعدم فتح تأشيرات العمرة إلا بعد انتهاء المشروع برمته أي بعد سنتين تقريبا، وبأعداد لا تتجاوز مثلا مليوني تأشيرة، كيف وقد جاءت التصريحات أنها أكثر من 5 ملايين تأشيرة على لسان مصدر مسؤول بالخارجية.. والقيام على وجه السَرعة بإزالة المباني المحيطة بالحرم المكي الشريف كما سمع الناس عن إزالتها خدمة للساحات وتوسعة على المعتمرين والزوار والحجاج.
كذلك الشأن في المدينة المنورة علينا سرعة إنجاز ما وعد به المسؤولون في صندوق الاستثمارات التابع لوزارة المالية بضرورة أن تكون الفنادق والأبراج بعيدة عن الحرم المدني لفك اختناقات الحرم، مع أن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست عليه كثافة الأعداد التي تقبل على مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حرَسَها الله.
وفق الله القائمين على تلك الجهود ونفع بها وشكراً لحكومتنا هذا الاهتمام (وما أنفْقتمُ من شيء فهو يخُلفُه وهو خير الرازَّقين).