خلت مظاهرات لبنان والعراق من الأعلام الحزبية والمذهبية، وشارك فيها جمهور من كل الطوائف والفئات الاجتماعية، وسببها الأعمق هو النظم الطائفية في البلدين وليس القمامة وانقطاعات الكهرباء.
وحول هذا الموضوع كتبت صحيفة كريستيان ساينس مونيتو الأميركية افتتاحية أوردت فيها أن المتظاهرين في لبنان والعراق يطالبون بنظام سياسي غير قائم على ميزان القوة أو الخصومة بين الأديان أو المذاهب الدينية، بل قائم على التعاليم الدينية الجوهرية التي تضمن المساواة بين الأفراد.
وأضافت الصحيفة أن مطلب المتظاهرين في لبنان والعراق درس مهم للجميع في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة المجموعات المسلحة الجهادية مثل تنظيم داعش، موضحة أن المتظاهرين يطالبون بألا تُعتبر العقيدة الدينية سلاحا، بل عاملا يوحِّد أبناء الشعب.
ولفتت الانتباه إلى أن المظاهرات في البلدين تميَّزت بغياب أعلام الأحزاب السياسية أو الطوائف الدينية عنها، وأن قادتها اعتمدوا على وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم المواكب ومتابعة المزاج العام. وذكرت أن قادة هذه المظاهرات حاولوا تفادي أخطاء ثورات الربيع العربي عام 2011 ببناء حركات قابلة للاستمرار بضمان انتظامها وعدم انزلاقها للعنف. وأشارت إلى أن مظاهرات لبنان اجتذبت غالبية الشعب، الأمر الذي دفع قادتها إلى المطالبة بانتخابات مبكرة على أمل كسر نماذج التصويت السابقة القائمة على التبعية الطائفية.
وأكدت أن القمامة المتراكمة في لبنان وقصور خدمات الكهرباء والمياه وغيرها في العراق ولبنان ناتجة عن سبب أعمق، وهو الطائفية التي عطلت دولاب الدول في المنطقة وأشاعت فيها الفساد والمحسوبية.