ما الذي يجعلك تقتني منتجاً محدداً رغم وجود منتجات أخرى مشابهة وبنفس السعر؟ ما الذي يجعل موظفاً ما مميزاً عن زميله رغم أنهما يقومان بالعمل نفسه؟
إنها اللمسة الشخصية، تلك اللفتة التي تجعل قيمتك المضافة تبدو بقيمة أعلى؛ رغم أنها تكاد تطابق شبيهاتها. هذه اللمسة ترتقي بك درجات النجاح درجة تلو الأخرى؛ والسبب يعود إلى أننا كعملاء ومستفيدين نحب أن نحصل على معاملة تفضيلية، حتى لو كانت شيئاً عابراً دون قيمة تذكر. خذ مثلاً البائع المبتسم دوماً في وجوه الجميع، والحريص على إجابة أي تساؤل، وبذل قصارى جهده لتوفير ما يُطلب. سوف تجد أنك عدت إليه مرة أخرى، ناهيك عن الدعاية المجانية التي سوف تقوم بها لصالحه، وخذ -أيضاً- من يصل رحمه، ويزيد على ذلك بهدية بسيطة، أو من يكتب بيده رسالة ودٍ ومحبة لصديقه بدلاً من الرسائل النصية المعلبة في الهاتف الجوال، بل حتى ربة المنزل حينما تضيف شيئاً من لمستها الشخصية على مائدة طعامها.
اللمسة الشخصية هي ما يميّز أعمالنا عن الآخرين، هي جزءٌ من هويتنا ولكنه يصل إلى الآخرين. ولك أن تتصور أن عدداً من الأعمال الفنية المزوّرة لكبار الفنانين لا تكتشف إلا بسبب اللمسة الشخصية التي يضيفها الفنان المزوِّر بأن يضرب فرشاة في زاوية ما، أو أن يرسم شعاراً خفياً يمثله، فقط لأجل هوس اللمسة الشخصية!
دعونا نحاول أن نضيف شيئاً من شخصيتنا على ما نقوم به، دعونا نعتبر اللطف والتعامل الحسن عنواناً لنا، دعونا لا نرضى بأقل من الجودة والإتقان، وأن نغلف لمستنا الشخصية بشيء من العطاء والإحسان؛ حينها سوف تدرك أنك تميزت وارتقيت، وأن تلك اللمسة الشخصية أضحت طريقك نحو الأمام، وأسلوب قدوة يرفع مجتمعك المحيط.
أنت من يختار لمسته الشخصية، وأنت من يلمس أثرها.. ابدأ اليوم ولا تتردد.