اسمحوا لي أن أجرّكم إلى الوراء قليلا، وإلى خبر إعلامي في سطر واحد، يقول ولا يزول: وفاة الفنان المصري عمر الشريف.
لم أتعجب من صحفنا العربية، ومواقعنا الصحفية الإلكترونية، عندما حشرت هذا الفنان الكبير بكل تاريخه في سطر، أو خبر صغير، أو فقرة تلفزيونية إخبارية قصيرة، ففي خضم الأحداث السياسية العربية النارية، وفي خضم الصراع الطائفي الذي يتبادل قذف الأحذية والمتفجرات، يبدو موت عمر الشريف، شيئا عاديا، لا يلتفت إليه أحد، ولا يلتفت إليه بلد.لا أستغرب هذا التجاهل من الصحف والتلفزيونات الإخبارية المتخصصة، لكني أستغرب من جمود القنوات المصرية، في تفاعلها مع موت الفنان المصري العالمي الوحيد، وكذلك الكسل المهني لقنوات مصر الفنية، في تعاملها مع موت المصري الوحيد الذي نقل مصر اسما ولونا ورائحة، إلى عالم هوليوود الذي لا يدخله أي أحد.طبعا، مسيرة عمر الشريف الفنية الحافلة لن يكفيها ما بقي من مساحة المقال، وتحتاج مقالا آخر، لكنني هنا أسجّل اعتراضي على هذا التجاهل الإعلامي لفنان عالمي كبير، زاد من بلّة طين ذلك التجاهل، أن عدد من مشوا في جنازته لا يتجاوز 20 شخصا فقط!
عَمار يا مصر، عَمار..