لم تعد الصيدليات صيدليات.. هذه هي الحكاية باختصار شديد!
لم تعد الصيدليات صيدليات.. هذه هي الحكاية باختصار شديد!
اليوم ـ وهذه ليست مبالغة ـ باستطاعك إن كنت مسافرا وأردت شراء هدايا مختلفة، أن تمر على أي صيدلية في طريق العودة وتشتري ما تشاء من الهدايا.. أطقم حمام مزينة بالورود.. استشوار فاخر.. ماكينة حلاقة ماركة مشهورة.. حقيبة أدوات شخصية.. علب ماكياج ديور أو جيفنشي.. علبة سنافي!
كانت الوظيفة الأساسية للصيدلي هي القيام ببعض التركيبات الدوائية وقراءة الوصفة التي يكتبها الطبيب ويقوم بصرفها لحاملها.. اليوم تحول إلى بائع جيد باستطاعته أن يبيعك ما يريد هو لا ما تريد أنت! ولو سألت أي مواطن ـ أو حتى صيدلي ـ عن أصل كلمة صيدلية فلن يجيبك.. لكنه يعرف جيداً أن ترخيص صيدلية يمنحه ضوءًا أخضر يبيع من خلاله ما يشاء.. ابتداءً من حليب الأطفال والرضاعات.. وصولا إلى الكراسي المتحركة والمنشطات الجنسية وأدوات التجميل!
مشروع استثماري يدر حليبا وذهبا.. ولذلك لا تصدق أن أرباح الصيدليات في السعودية تتركز على مبيعات الدواء.. وأخشى ما أخشاه أن تدخل صيدلية بحثا عن دواء فتفاجأ بأنها تبيع كل شيء عدا الدواء!
هل عرفتم الآن سر انتشار الصيدليات في بلادنا خلال الخمس سنوات الأخيرة؟!
ـ الغريب أنه على الرغم من كثرة الصيدليات وانتشارها المهوول في كل زاوية، لا تجد لها أي أثر في المطارات الدولية الثلاثة الكبرى.. لا توجد أي صيدلية في هذه المطارات.. على الرغم من ملايين البشر الذين يعبرون هذه المطارات ليل نهار.. وعلى الرغم من حاجة المسافر لوجودها فرحلات الخطوط السعودية المتأخرة ـ دائما ـ ترفع الضغط وتسبب الصداع.. وآلام الظهر والمفاصل!