تابعت بدقة شديدة خلال الفترة الماضية نقاشات ومؤتمرات وأحاديث وزير خارجيتنا عادل الجبير، كان مختلفا ومميزا وتذكرت عظمة سعود الفيصل -رحمه الله- في أنه حرص ككل القادة العظام على أن يؤسس صفا ثانيا ليكون الأول في أي وقت. لقد زرع الفيصل في حديقته السياسية رجالا جاهزين كمحاربين عن المملكة. هذا الوزير الأنيق واللبق تابعت له حوارا تلفزيونيا مع قناة (آر تي) الروسية، كان حاد الوضوح، معلنا مرحلة سياسية خشنة النعومة، نسمي فيها الأسماء بمسمياتها، وأيضا كان يعرف تماما ما يقول.
بدا ذلك واضحا من خلال مؤتمره الصحفي مع وزير خارجية الأردن عندما تحدث عن إيران التي اتهمها بالشغب، لم نعد نخجل أو نوارب في أن نقول إن إيران هي العدو الذي يريد الانقضاض على خاصرتنا الجنوبية، مع تغيرات في المواقف الدولية لم يتردد الجبير للحظة في توضيحها دون مواربة، فبلادنا في مرحلة حرب ولا تحتمل التورية أبدا، سيساورنا القلق -نحن السعوديين- أحيانا من أن يكون التمويل المالي سببا إضافيا لدولة مشاغبة كإيران في ضخ مغامرات جديدة في أماكن جديدة.
كان وزيرنا واعيا جدا في مجمل أحاديثه لكل ذلك.
السياسة الخارجية التي سيديرها الجبير في مرحلة مهمة في السياسة السعودية، معززة بخبرته في أروقة السياسة الأميركية، حيث شرب فن الممكن وهو الانفتاح على كل المصالح الاستراتيجية، هناك مصالح مشتركة فقط من الممكن أن تتغير أو تتجدد، حسب سياسات الآخرين معنا، إن كانت مصلحتنا الاستراتيجية تستدعي ذلك. أنا متفائل بمرحلة الجبير وحيويته وحماسه الذكي تجاه صياغة خطاب دبلوماسي نركز فيه على المصالح الاستراتيجية التي تحمي بلادنا وتظهر قوتنا الحقيقية، دون أذى غير مبرر، فنحن نعيش مرحلة تستحق الاحترام والتقدير من كل من يتعامل معنا، وقد يعتقد ولو للحظة واحدة أننا سنتجاهل مصالحنا من أجله، وبصدق يجب أن ننظر الآن وبكل ثقة إلى أن الاقتصاد داخل المملكة ساحة مهمة يجب أن تكون متنوعة ودولية يمكن الرهان عليها أيضا مع الجميع.