تخيلوا أن يصدر الديوان الملكي السعودي بيانا يعلن فيه تعديل نظام الحكم وإلغاء العمل بالشريعة الإسلامية وأن يعقد السيد عادل الجبير مؤتمرا صحفيا بعد ذلك ويتحدث فيه وتظهر عليه الفرحة البالغة.. فقط تخيلوا.. في الشرق الأوسط حدث شبيه ولكنه ليس خيالا بل واقع.. جواد ظريف المتفطر سرورا وفرحا باتفاق إيران النووي مع الغرب.. هو نفسه وزير خارجية ثوره مشروعيتها ومشروعها وشعارها منذ ثلاثة عقود هو معاداة الغرب.. ومحاربة الإمبريالية.. وتحرير فلسطين واستعادة القدس.. يا للهول نسي ظريف وطاقمه المفاوض الحديث عن فلسطين والقدس مع أمريكا والغرب.. تماما.. أليس المشروع النووي الإيراني من أجل المسلمين ودعما للقدس؟.. ألم نسمع هذا لسنوات؟.. مؤكد أنه نسيان.. وليس كذب شعارات.. فلم تصل الشعارات الزائفة إلي هذا المستوي في التاريخ.. إيران قائدة الممانعة وشوكة الحلق بالنسبة للغرب انتصرت لكرامتها الثورية، فالاتفاق حدد 24 يوما مهلة قبل البدء بالتفتيش الذي يصدر كأمر من الغرب وليس طلبا.. آه على سنوات ملأ أسماعنا وأبصارنا زيف شعارات ثورة الخميني.. وآه على سنوات أزعجنا فيها مثقفون عرب عن المشروع الإيراني الممانع ونصرة إيران لفلسطين.. الآن اللعب على المكشوف في المنطقة.. إيران تخرب غربا طمعا في نفوذ يفيدها.. وعينها شرقا طمعا في دور جديد عبر أوراسيا.. حيث منطقة الصراع الجديد.. والغرب يريد ارتكازا لمواجهته الاستراتيجية القادمة مع بريكس وشنغهاي.. كنا ننقد على الصحاف ادعاءه النصر والدبابة الأمريكية مقبلة من ورائه.. وتفاجأنا بعد عقد أن منطقتنا تنتج ما هو أشنع.. الآن ظريف يرقص فرحا وخامنئي يصرخ الموت لأمريكا.. ماذا لو كان الخميني حيا.. وشاهد ما حدث في فيينا.. هل كان سيتجرعه كالسم؟.. أحمد الله أن كل الشعارات والتصريحات موجودة في قوقل ويوتيوب.. دفنت كذبة أم القرى ونصرة المقاومة والمستضعفين ضد الإمبريالية وشعارات ثورة الخميني في فيينا.. وكشفت حكومة إيران عن وجهها الحقيقي.. لكن قبل أن يجف حبر وثيقة زفافها.. لُطمت في عدن.. ومن يقرأ الاتفاق وتاريخ ما يصيب الأنظمة الشمولية بعد الانفتاح وكشف زيفها أمام جماهيرها.. يتذكر بيتا شهيرا لابن المعتز (رب أمر تتقيه .. جر أمرا ترتجيه..) سيردده العرب قريبا.. وسيذكر التاريخ أنه من بلوكة فيينا بدأ العد التنازلي لنهاية حكومة الملالي في إيران.