لا شك أن برامج المقالب، والتي هي استكمال لبرامج الكاميرا الخفية التي غالبا ما يكون النجوم ضحايا لها كل عام، هي من أكثر البرامج مشاهدة ومتابعة خلال شهر رمضان، فتحصل على اهتمام المشاهدين الذين يرغبون في رؤية النجوم وهم يقعون فريسة لمقلب يفترض أن يكون ضاحكا.
ومع ازدياد تلك البرامج، خصوصا أنها جاذبة للمعلنين، وهو ما يدفع عددا من الفنانين إلى تقديم هذه النوعية، وبالطبع تختلف نسبة المشاهدة وانجذاب الجمهور إلى البرنامج مع اختلاف مقدمه وخفة دمه وأسلوب الإثارة. ومع عرض تلك البرامج التي زادت بشكل لافت في شهر رمضان المنصرم، بدأنا نسمع انتقادات من خلال الفضائيات وتساؤلات عدة عبر مواقع التواصل، مثل: هل هذه المقالب حقيقية؟، وهل ضيوف هذه الحلقات على علم مسبق بها؟، وهل هناك اتفاق بين معد المقالب والضيف؟ وهل المشاهد هو من يشرب المقلب ويتم الضحك عليه؟.
وللإجابة عن كل ما سبق من تساؤلات أجد أنه لا يحتاج منا إلى جهد، وبالتالي لا يحتاج إلى ذكاء حتى نكتشف أن الإثارة المبتذلة والمفتعلة التي تصل حد الجنون ما هي إلا خدعة كبرى تصل إلى درجة عالية من السذاجة، إذا ما تصور مقدمو تلك البرامج أنها يمكن أن تنطلي على المشاهدين كي يصدقوها.
بعض الفنانين الذين حلوا ضيوفا على تلك البرامج، كانوا على قدر كبير من الصراحة واحترام الذات، إذ أكدوا أن كل هذه البرامج يتم الاتفاق عليها قبل تصويرها، وأن كثيرا منهم يقبلون أن يظهروا فيها من أجل المردود المادي الكبير، وبرروا هذا برغبتهم في رسم ابتسامة على وجه المشاهدين، حتى وإن كانت خادعة، فما أود قوله في النهاية إن هذه البرامج ما هي إلا ضحك على ذقون المشاهدين، وأكيد الجمهور مش عاوز كده.