المدينة المنورة: سعد الحربي

تفوقت المكتبة المستعملة على المكتبات الحديثة، وسجلت رقماً مهماً في استهداف واستقطاب الباحثين وطلاب الجامعات، وبعضاً من الأكاديميين على مستوى منطقة المدينة المنورة.
وحظيت المكتبة المستعملة أعيان بكثير من الزائرين الباحثين عن العلم، وعن بعض أفضل وأقدم الكتب بعد أن خذلتهم التقنية في الوصول إلى ما يريدون من هذه الكتب.
وعلى الرغم من أن روادها من الطلبة والباحثين المتميزين تخلت المكتبة عن استخدام التقنية في عمليات البحث والتصنيف، واكتفت بعقلها المدبر البائع عباس الذي يمنح للباحث والطالب حرية التصفح في المكتبة واختيار ما يلائم ذائقته من الكتب.
لم تكن المكتبة مقصد الباحثين فقط وإنما كذلك كانت مقصداً لمن ورثوا كتباً عن ذويهم، أو ضاقت بهم الأماكن فلم يعودوا قادرين على الاحتفاظ بالكتب، حيث باتت حلقة ربط بين طلاب العلم وأصحاب المكتبات الخاصة.

تاريخ
ويوضح بائع المكتبة عباس السيد عباس صاحب الذاكرة الجيدة في معرفة زبائنه لـالوطن أن المكتبة أنشئت قبل 14 عاماً، وكان من روادها صحفيون وطلاب علم وباحثون، وقد اشتهرت كثيرا بين طلاب الجامعة الإسلامية، وقال ما تقدمه المكتبة بحسب حديث بعض الأكاديميين يفوق ما يجدونه أحياناً في معرض الكتاب الذي يقام من فترة لأخرى، مؤكداً أن السعر الرمزي للكتاب، واستخدامه النظيف، يحفزان الطالب والباحث على الحصول عليه واقتنائه، كما أن كثيراً من الكتب التي تحتويها غير متوفرة في بعض المكتبات الحديثة.

متناول الجميع
وأشار عباس إلى أن الأسعار في متناول الجميع، وهي أقل بكثير مما يتوفر في السوق والمكتبات الأخرى، موضحاً أن هناك من يشتري الكتب بسعر زهيد ثم يبيعها بعد انتهائه منها بهامش ربح بسيط، وقال نضطر في بعض الأحيان لمعرفة أسعار الكتب من خلال تسعيرة المكتبات الأخرى، ونلتزم بأسعار أقل منها حتى يجد الطالب والباحث والأكاديمي ما يريده في المكتبة وبسعر رمزي.

غياب التقنية
أشار عباس إلى أن استخدام التقنية في البحث غير متوافر بالمكتبة، ونتيح للباحث التجول والتصفح بالمكتبة ليحصل على ما يريد، وأحياناً يصادف أكثر مما يبحث عنه، مثل المناهج التربوية والرسائل القديمة.
وبين أن المكتبة تحصل أحيانا على كتب قيمة جدا منها أمهات الكتب، وكتب نادرة لأحد علماء المدينة المنورة، أراد ابناه أن يستفيد الباحثون منها، وقد اصطف الطلاب حينها على باب المكتبة بعد معرفتهم بوجود كتب ذلك العالم فيها.
وقال نحرص على أن تكون الكتب التي نشتريها بحالة غير تالفة حتى يمكن عرضها للبيع، كما يمكن لبعض الباحثين العودة بما اقتنوه من الكتب ويعرضونها للبيع على المكتبة بعد الانتهاء منها وهذا أمر سائد.