لم يكن رمضان هذه المرة ذلك الشهر السعيد. عدد من الجنود استشهدوا في الحرب. الكويت وتونس ومصر وفرنسا واجهت عمليات قتل وتفجير نفذها داعش حصدت أرواحا بالجملة. في منتصف الشهر استشهد عوض المالكي غيلة، ودموع والده وأطفاله ألهبت قلوب الناس. في العشر الأواخر أقدم مجرم متطرف على قتل والده في خميس مشيط. أيضا وفي اليوم الثاني والعشرين توفي وزير الخارجية السعودي السابق، الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، ذهب الرجل المحترم، وفقدت البلاد واحدا من الرجال الكبار، الكبار الذين لا يُشعرك ذهابهم بالحزن والأسى فقط، وإنما أيضا بالقلق. وقبل أن ينتهي هذا الشهر بيومين تم توقيع الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، الأخيرة كانت واقتصادها تحت الحصار تبعث بسلامها الحار في لبنان والعراق وسورية والبحرين واليمن، ويبدو أنها مستقبلا وباقتصاد مفتوح على العالم، لن تكتفي ببعث السلامات، بل ستحضر بنفسها، وسيكون وجودها أشد وأوسع. المفكر العراقي فاضل الربعي قال إن الفوضى وحفلة الجنون الكبيرة في الشرق الأوسط لم تبدأ بعد، مجيء هذه الفوضى كان رأي الأمير بندر بن سلطان أيضا على الاتفاق، وعلّق بامتعاض بمقولة هنري كيسنجر على أعداء أميركا أن يخشوا أميركا، لكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر.
كان الشيء الوحيد البهيج في هذا الشهر، هو ما نشره تطبيق سناب شات للعالم عن مكة وتفاعل البشر معه من كل ناحية. ففي أقل من دقيقة عرض صورة بديعة وجميلة عنا وعن الإسلام، مختلفة تماما عن تلك التي قدمها ويقدمها كثيرون منا تحت اسم الإسلام ومكة. عاد عيدكم.