لا أدري حقيقة لماذا يستخف كثير من الناس بعقوبة اللوم أو التوبيخ والعذل، ويرى أنها لا ترقى إلى مستوى العقوبة إلا مجازا؟
إذ علق كثير منهم امتعاضا واستياء على عقوبة اللوم التي تم توجيهها إلى مدير صحة نجران؛ إثر طرده مراجعةً وابنتها من مكتبه، بيد أن العقاب لا بد أن يأخذ في الاعتبار شخصية المعاقَب، فبعض المعاقبين حساس يكفيه اللوم ليرتدع، وبعضهم يحتاج إلى المناصحة والطبطبة حتى يتوقف، والبعض الآخر يعاقب بالفصل أو الجلد ولا يرف له جفن، وقيل في الأمثال إن الحر تكفيه الإشارة.
لذلك، أقترح أن تضاف إلى العقوبات عقوبة أخرى يسمونها عقوبة الإشارة، إذ يؤشَر للمذنب الحرّ إما بطرف العين، أو برفع إصبع السبابة أو بالمنديل.
وفي تاريخنا العربي كثير من المُلامين لسبب أو لآخر، ولكل منهم ردة فعل مختلفة، ففي الوقت الذي يرى أبو نواس أن اللوم لغة متراخية تغري بالاستمرار دع عنك لومي فإن اللوم إغراء، يرى ابن الرومي أن اللوم عون لنوائب الدهر دع اللوم إن اللوم عون النوائب، لذلك أنا ألوم الوزارة للومها المبالغ فيه.