يعتبر احتراف لاعب كرة القدم من أولى خطوات تطور دول عديدة رأت أن في تطبيقها لهذا النظام خطوة مهمة في سبيل تطوير لعبة كرة القدم في بلادهم، نظرا لما يفرضه هذا النظام من أنظمة صارمة وتفرغ كلي للاعبين المحترفين حتى تكون لعبة كرة القدم مصدر رزقهم ومجال تخصصهم وإبداعهم وهذا بالطبع يتطلب التزاما تاما من اللاعبين سواء سلوكيا أو فنيا ولا مجال فيه أبدا لأي تهاون أو استهتار لأن في ذلك نهاية حتمية لمسيرته الكروية، وهذا ما انعكس إيجابا على اللاعب الأوروبي تحديدا، حيث كان لذلك الالتزام والجدية نتائج مبهرة وعظيمة عوضت كثيرا ضعف مهارات اللاعب الأوروبي الذي يأتي في مرتبة أقل من نظيره اللاتيني، الذي يتسم بعضهم بالمهارات العالية ولكن دون التزام بعضهم في الجوانب السلوكية أو الانضباطية ولكم في الموهبة البرازيلية رونالدينهو خير مثال وكيف بدأ وأين هو الآن؟! في مقابل أسطورة إيطاليا بيرلو وكيف تتزايد قيمته الفنية يوما بعد آخر وهو يلامس أيامه الأخيرة في كرة القدم!
ومن هذا المفهوم الإيجابي لنظام الاحتراف كان قرار تطبيق نظام احتراف اللاعب السعودي والسعي نحو إحداث نقلة فنية لكرة القدم السعودية تضعها في مصاف الدول المتقدمة كرويا، إلا أن الحلم كان أكبر بكثير من الواقع وما أردناه عاملا مساعدا أصبح سببا في تدهور كرتنا وانتقل اللاعب السعودي من مرحلة الهواية إلى الاحتراف شكلا فقط ولم يتم التعامل معه مضمونا، وأصبحت الأموال هدفا بعد أن كانت البطولات هي الهدف.
خسرنا مواهب كبيرة بسبب ضعف تعاطيها مع الاحتراف وإغداق الأموال عليها بشكل كبير أسهم في زيادة أوضاعهم سوءا وكانت النتيجة الطبيعية ديونا على الأندية ولاعبين انتهوا قبل أن يقدموا شيئا سواء لأنديتهم أو لمنتخبنا السعودي، لن أضع أسماء لأنكم تعرفونهم وكل منتم لناد يعرف من في ناديه من لاعبين انتهوا بسبب عقلياتهم وضعف تفكيرهم الاحترافي وفهمهم للواجبات المطلوبة منهم وحجم المسؤولية والثقة التي منحت لهم من إدارات أنديتهم وجماهيرها.
هذا النوعية من اللاعبين سيستمر ظهور أجيال جديدة منهم طالما استمر السبب ولم يتم معالجته مبكرا في الفئات السنية أولا، وتطبيق مبادئ الثواب والعقاب على من تظهر عليه مؤشرات سلبية تؤثر عليه وعلى زملائه في الفريق لأن التأسيس يبدأ في الصغر ولا يمكن تقويم السلوك بعد ذلك إلا من رحم الله منهم.
مدارج أخيرة:
· إعلان الإدارة الاتحادية عن ديون تبلغ 241 مليون ريال كان يتسم بالطرافة لأن نصفها تقريبا تمثل التزاما مستقبليا على إدارة النادي نظير عقود لاعبين سارية مفعولها وكما تعلمون الفارق كبير بين الدين المستحق والالتزام المستقبلي.

· الليث الشبابي يعيش أياما غير مبشرة لمستقبلة وهو قد دخل نفقا مظلما من بعد استقالة خالد البلطان فهل سيطول النفق بهم أم سيكون لرجالات الشباب رأي آخر؟
· كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وعساكم من عواده.