سعد السبيعي

شهيد الوطن يقاتل تحت رايته لإعلاء كلمته فيقتله الأعداء، وبذلك يضحي بالغالي والنفيس في سبيله ليدافع عنا جميعا وعن حياض الوطن، ويموت في خضم الرحلة الجهادية وهو من خير الناس منزلاً.. يجري عليه عمله حتى يُبعث.. دمه مسك.. يحلّى من حلية الإيمان.. هو من أُمناء الله في خلقه.. روحه في جوف طير أخضر يرِد أنهار الجنة ويأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش.. يأمن من الفزع الأكبر.. يُشفّع في سبعين من أقاربه..
وشهيد الوطن محل احتفاء وتقدير كبير في شتى بقاع الأرض، فيتم تكريم الشهداء المدافعين عن الوطن وترابه العزيز مضحين بأغلى ما يملكون لوطنهم، وفي ذلك فداء عظيم يستحيل أن يوفى إليهم من خلال أي تكريم لأن من المؤكد أن روح الإنسان هي أغلى ما يمتلكه ولكن التكريم والاعتناء يكون لأسرته التي أنجبت ذلك البطل المغوار الذي ضحى بحياته ليعيش الآخرون في أمان.
وإحقاقا للحق تعتني قيادتنا الرشيدة بأسر الشهداء، وتقدم الدعم المادي والمعنوي لهم، محتضنة أبناء الشهداء ومواسية لهم، وتقدم أقصى ما يمكن من الدعم المعنوي والمادي، ولم يغب المسؤولون عن المناسبات والفعاليات التي تنظم من قبل الجهات المعنية والمشاركة فيها بفعالية، وذلك في ظل غياب غريب وعجيب من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص عن المشاركة في تقديم الدعم والمشاركة لأسر الشهداء ولو بأقل القليل تجاه هذه الأسر التي فقدت عائلها أو ابنها وهو يدافع عن أرض وأهل الوطن العزيز.
إن مؤسسات المجتمع المدني على اختلافها حكومية كانت أو خاصة يقع على عاتقها الكثير تجاه ذوي الشهداء، وخاصة من يعول أسرة ولديه أبناء وآباء يحتاجون للرعاية وليس لديهم ما يكفيهم لسد رمق عيشهم ومواجهة ظروف الحياة وتقلباتها.
فبعض مؤسسات المجتمع كالجمعيات والمراكز واللجان الخيرية التابعة للشؤون الاجتماعية تقوم بمجهوداتها لدعم أسر الشهداء لكنها بسيطة ورمزية وغير مجدية، بالإضافة لعدم وضوح رؤية تلك المؤسسات وغياب دورها وتحججها بأعذار واهية مثل غياب الدعم لها وما شابه ويبقى دورها ضئيلا لا يكاد يذكر.
وختاما.. فإنني أطالب بتخصيص نسبة مالية ثابتة لذوي وأسر الشهداء من ميزانية وأرباح شركات القطاع الخاص السنوية الضخمة. تصرف لهم عن طريق الدولة على أن تتم متابعة صرفها بما يضمن وصولها لمستحقيها.