الطائف: فواز الغامدي

نقاد يشخصون حياة لبيد بن ربيعة بين الانكسار والانتصار

أثارت ندوة شعر لبيد بين ربيعه التي شهدتها الخيمة الثقافية بسوق عكاظ جدلاً حول زمن الندوات والأمسيات التي يشهدها السوق، إذ إن الزمن المخصص للمتحدثين الأربعة والمقدر بعشر دقائق لكل متحدث لم يكن كافيا لكي يبرز ورقته بالشكل الذي يناسب موضوع الندوة.
وقال عبدالعزيز الهنيدي إن شخصية لبيد بن ربيعة تحتاج إلى وقت أطول من الزمن المحدد بساعة، ونحن لم نأت هنا إلا كي ندرس تاريخا، وليس لنتابع رؤوس أقلام عن شخصية الندوة.
وتحدث الدكتور عبدالله التطاوي في الندوة التي أدارها الدكتور محمد ربيع الغامدي، وقال إن لبيد عاش سبع مراحل في الجاهلية، وهي بعد موت أبيه، وحالة نفي قومه له إلى نجران وهو المهزوم القبلي، ورفضه حكم سيد بني بكر، ثم دعوة بني بكر إلى الوئام للتصالح مع القبيلة، ومرحلة الاضطراب النفسي، والاستجابة للصوت القبلي ومرحلة هجائه بني عامر، ومرحلة التصالح بين الذات والقبيلة.
لوحات
وأضاف التطاوي يمكن تقسيم حياة لبيد بن ربيعة في العصر الإسلامي إلى 14 لوحة، أولها لوحة صراع المهزوم المضطرب نفسيا تجاه القبيلة، ومرحلة حالة فقد الثقة فيمن حوله وهو يعيش الانهزامية والضعف واللامبالاة، ومرحلة خروج المجاهدين في نصرة الإسلام من بني عامر، وصراعه النفسي في أمنيته الخروج معهم، ومرحلة رؤيته للفناء والموت والبقاء وهي عامة في جميع شعراء الجاهلية، ومرحلة هي الأخطر شعراء الخضرمة الشعرية بين الليونة والضعف وهي التي حاول لبيد أن يخرج منها بالتصالح النفسي، ومرحلة صراع النقاد حول شعر لبيد وما يراه البعض من أن شعره ليس فيه حلاوة، ومرحلة تفاوت الجمال والتشكيل بين شعره في العصر الجاهلي وشعره في العصر الإسلامي، ومرحلة صراعات الماضي والحاضر، وهو يحاول أن يتفاوض مع نفسه بين الموت وبين أن يستعيد شبابه، ومرحلة انشطار الذات ومحاولة النجاة من الفتن في عهد الأمويين، ومرحلة الاستسلام في سطوات الشيخوخة، ومرحلة سطوات المكان والزمان، ومرحلة صورة الغزل والقطع، ومرحلة صراع الكائنات، ومرحلة انتصار المعجم الإسلامي في طبيعة المرحلة واتجاهه للحس الإسلامي.
الوصف اللافت
وتحدث الدكتور ناصر الرشيد في ورقة عمل بعنوان وصف السحابة عند لبيد، وقال قرأت ديوان لبيد ووجدت أن الوصف عنده لافت للنظر، وبحثت في الظاهرة الوصفية عنده، فوجدتها ظاهرة، واخترت صفة السحاب، لأن هناك علاقة بين السحاب والبدوي بسبب ظروف البادية، فإن كانت الطبيعة قاحلة وبعيدة عن الماء كان شعره رجاء، فالسحاب عند العربي يمثل الحياة لأن السحاب يجمعهم.
الانكسار والذات
وتحدث الدكتور ماجد الجعافرة في ورقته التي حملت عنوان ثنائية الانكسار والذات، فقال في شعر لبيد هناك محوران، محور الانكسار ومحور الانتصار في صورة الناقة والحمار الوحشي، فالبحث عن الذات يتجلى في لوحة الفروسية والخمر، فالشاعر يتخيل حياة جديدة يبعثها المطر ويولدها من جديد.
وأشار إلى أن محور الانتصار يرى مخرجه أن يهرع إلى الناقة وحمار الوحش ومرورهم بالصراع حتى يصل بهم إلى الماء، وهو هنا يقصد سلطة القبيلة.
وقال الدكتور عبدالحق الهواس إن الحدث التاريخي الذي من أجله كتبت المعلقة للشاعر لبيد هي حروب الفجار في سوق عكاظ، قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام بـ20 عاماً، مشيرا إلى أن لبيد خالف الشعراء في عدم ذكر اسم نوارة في مطلع القصيدة، بل ذكرها في البيت الـ16، وأشار إلى أن نوارة يرجع نسبها إلى قبيلة مرة، فهي قريش عند لبيد التي افترق عنها.