حذرت مؤسسات طبية دولية من أن القطاع الصحي يعاني من مشكلات عدة، وأن الحرب التي شنها المتمردون الحوثيون أثرت في هذا القطاع الحيوي بدرجة كبيرة، وتسببت في انهيار كثير من المؤسسات التي كانت تقدم خدماتها للمواطنين.
وكان المتمردون تعمدوا في معظم المدن والمناطق التي اجتاحوها، لا سيما في عدن وتعز، قصف المستشفيات وكافة المرافق الصحية، حيث تعرضت المستشفيات لأضرار بليغة أثرت في كفاءتها وقدرتها على العمل. ففي مدينة تعز وحدها توقفت ستة مستشفيات عن تقديم خدماتها للجمهور، وظل مستشفى الثورة هو الوحيد الذي يواصل العمل. أما في عدن، فقد توقفت أغلب المستشفيات عن العمل، ولم تعد قادرة على مواصلة دورها، لا سيما في ظل أزمة المحروقات، حيث سيطر المتمردون على كافة احتياطات البلاد من المشتقات البترولية وحولوها لمصلحتهم الخاصة ولسياراتهم، بذريعة ما يسمى بـدعم المجهود الحربي، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء.
وإضافة إلى الأضرار في المباني والإنشاءات، تعنت المتمردون كثيرا ورفضوا السماح بإدخال المواد الطبية والدوائية، حيث حاولت الكثير من المنظمات الدولية دعم تلك المستشفيات، إلا أن المتمردين رفضوا السماح للقوافل الطبية التي كانت تحمل الأدوية، لا سيما المنقذة للحياة، مثل أدوية الفشل الكلوي والسرطانات.
وكان فريق طبي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود، عاد خلال الأيام الماضية، بعد مهمة استمرت عشرة أسابيع في عدن جنوب البلاد، قد أشار إلى أن القطاع الصحي اليمني بات على وشك الانهيار بعد أربعة أشهر من المعارك.
وقال منسق المشاريع في المنظمة غير الحكومية، تيري جوفو، قد قال خلال مؤتمر صحافي في باريس الأسبوع الماضي إن السكان يعانون نقصا في الطعام، والقطاع الصحي على وشك الانهيار. وتابع بالقول لم أر في حياتي مثل هذا المستوى من العنف.
بدوره، قال مساعد مدير العمليات كزافيه جينوت: من الصعب جدا الوصول إلى الناس، كما أنه يستحيل عليهم الوصول إلى المستشفيات بسبب القصف والمعارك.
وتابع تم تسجيل 20 ألف جريح، نصفهم تقريبا عولجوا في تسعة مراكز طبية تابعة لأطباء بلا حدود، بينها مستشفى للعمليات الجراحية الطارئة ومركز للصدمة في عدن، وهذان المركزان وحدهما كانا يستقبلان قرابة 350 مريضا جديدا كل أسبوع، خلال المعارك.
واختتم بالقول نقص الوقود، وانعدام الأمن، والقصف شبه اليومي، كل هذه عوامل عطلت وسائل التنقل، وحرمت السكان حتى من وسائل الرعاية الصحية الأساسية، ومع أن المعارك توقفت في عدن، إلا أن المستشفيات ما زالت بحاجة إلى عمل كبير.