أتمنى أن ينجح مشروع إقامة مباراة السوبر السعودي بين الهلال والنصر في لندن، محييا في المقام الأول من كان وراء فكرتها – ولا أعرف من هو؟ - ومن يعمل بقوة على المصادقة عليها من مختلف الجهات والمسؤولين.
ومن فرط إعجابي بالفكرة التي تستحق أن تكون مشروعا، أعتبرها إنجازا للكرة السعودية لما لها من أهداف تسويقية معنويا وفنيا وماليا.
بل حتى لو دفع اتحاد القدم أو جهة عليا في الدولة ملايين الدولارات لإقامة سوبر الهلال والنصر في لندن فهذا بحد ذاته مكسب ويفتح آفاقا جديدة للكرة السعودية.
ولن أتحدث عن مشاكل السفر وتبعاته البدنية فالمختصون أولى وهم أهل للمسؤولية في الناديين واتحاد القدم، إضافة للمدربين الوطنيين. ولكن لو فاضلت بين مباراة في إيران مثلا ورغم فارق الفترة الزمنية جوا إلا أن التبعات االنفسية للعب في إيران محبطة، بينما اللعب في أوروبا ورحلة دولية VIP قد تكون إيجابية أكثر.
وحتى اللعب خارج إطار جماهير الناديين في السعودية ربما له ميزة إضافية.
وإذا تحدثنا عن الأندية الأوروبية فإنها تلعب مباريات تنافسية خارج القارة لكسب مزيد من الشعبية وتلبية رغبات عشاقها ولتوسيع رقعة مكتسباتها التسويقية.
وبالتأكيد لن نسوق لأنديتنا خارجيا في ترويج قمصان أو غيرها، لكن الرياضة مجال رحب لسمعة أفضل وثقافة عامة تصدح في أصقاع المعمورة.
ولا ننسى أن لأنديتنا الجماهيرية بعض المحبين من أوروبا ممن عاشوا سنوات بيننا، ونحن أيضا نتعايش في سوق المدربين واللاعبين، ولذا فإن مباراة بين ناديين سعوديين في عاصمة أوروبية فرصة لمزيد من المعرفة بالكرة السعودية، فما بالكم بالأقوى تنافسيا الهلال والنصر وفي عاصمة الكرة لندن وبحكام إنجليز؟!
والحقيقة أنني أستغرب من معارضة زملاء أو جماهير وتندر بعضهم بالفكرة والسخرية منها، لكن هذا يبلور المشكلة العامة لدينا على الصعد كافة وأننا لم نعد قادرين على النقاش لتلاقح الأفكار والمضي في طريق واحدة أو طريقين متضادين يلتقيان عند نقطة توافق أو توقف دون مساس بالآخر المخالف.
ومن الفوائد العامة أن تكون هذه المباراة فرصة للأوروبيين ولاسيما البريطانيين وغيرهم في إمضاء يوم كامل من إنتاج سعودي يتخلله برنامج منوع يعكس حضارة السعودية وواقعها ومستقبلها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
والأكيد أن الشركة المختصة بترتيب النهائيات قادرة على إنجاح المشروع بعقد خاص مع الاتحاد السعودي لكرة القدم ومشاركة الرئاسة العامة لرعاية الشباب في إظهار المناسبة بشكل لائق بالسعودية رياضيا.
وفي جوانب أخرى ستكون المباراة في لندن أكثر راحة نفسية للاعبين بمزيد من الحرص ومضاعفة الأداء في تقديم أجمل وأفضل ما لديهم.
وإذا كانت هناك فوائد ملموسة ولا نسعى لتحقيقها ونحن الذين نهدر أموالا كثيرة بلا فائدة، فإنني أسأل ما هي الأضرار التي ستخلفها هذه المباراة إذا أقيمت خارج السعودية وتحديدا في لندن؟!
هي النسخة الثالثة من السوبر، وهي أول لقاء من نوعه بين النصر والهلال، لكن عشرات الديربيات بين الزعيم والعالمي أقيمت في أكثر من ملعب بالسعودية، وبالتالي لا جديد سوى أنها أول سوبر بينهما..! أحيانا تغامر وأنت تتخوف من خسائر كبيرة، لكن هذه المرة وفي مثل هذا المشهد المغامرة لن يكون لها تبعات ضارة.
ومن جانبي أرى أنها ذات فوائد كبيرة وستفتح آفاقا أرحب لكرتنا، لكنني أخشى من هذا التردد والتراشق والاتهامات والنقد الساخر إلى أن تضيع الفرصة أو تقل جدوى تسويقها على عدة أصعدة.
ولذا أكرر أمنياتي بقرار حاسم وحازم وعاجل بالموافقة على إقامتها.