طالب بعض الرياضيين بحل اتحاد كرة القدم بعد الأحداث الأخيرة والاتهامات التي طالت الأمين العام وخاصة أنها من شخصية مسؤولة مهمتها الأساسية المحافظة على انضباط مسؤولي اللعبة كافة، وهم يعتقدون أن حل الاتحاد وإجراء انتخابات جديدة سيكون المخرج والحقيقة أن الأمر أكبر من إعادة انتخابات شكلية لأسماء ليست قادرة على إحداث التغيير.
سيظل اتحاد كرة القدم السعودي يخرج من مشكلة ويقع في ورطة ويخرج من ورطة ويسقط في حفرة ويخرج من حفرة ويتورط في قضية لأن الأمر لم يعد منضبطا كما كان قبل الانتخابات وجمعية الهم العمومية.
كان هناك قيادة قوية للاتحاد السعودي تسير به لسنوات رغم عدم وجود بعض اللوائح وبعض اللجان وعدم عقد اجتماعات دورية وعدم وجود مداخيل مالية وبدون رابطة للمحترفين ولكن كان لنا نفوذ وصوت مسموع في الاتحاد الآسيوي والفيفا.
القضية يا أحبة هي في نوعية المسؤول التي افتقدها اتحاد الكرة بعد موت وابتعاد الأسماء القيادية كرؤساء وأعضاء وأصبح اتحاد القدم رخيصا لدرجة أن بعض أعضاء لجانه لا يملكون أدنى خبرة تؤهلهم للعمل في هذا الاتحاد الكبير!!
بل إن بعض الأعضاء لا يعرف من كرة القدم إلا الشيء القليل ولم يقرأ سطرين من لائحة محلية أو عربية أو قارية أو دولية وبكل بساطة أصبح عضو في لجانه ولديه كرت عمل يدل على هذه العضوية وبالبنط العريض دون حياء أو تقدير لهذا الاتحاد الذي كانت عضويته لأهل الخبرة والشهادات العليا والمناصب القيادية وأبناء كرة القدم الحقيقيين وليس المتعصبين والمشجعين الذين مكانهم المدرجات وليس الاتحاد.
مشكلة اتحادنا أنه لم يسر على الطريقة السابقة المعتمدة على أسماء مؤثرة وذات حضور دولي طاغٍ ولم  يسر وفقا لطريقة تطبيق اللوائح والأنظمة وتاه بينهما، ولم يعد يدري ما يفعل رغم كل النصائح التي قدمناها منذ فبراير 2012 عندما استقال الاتحاد نصف المنتخب وحذرت شخصيا حينها من الانتخابات الكاملة وأن التدرج مهم وعلى مدى أربع دورات يمكن التحول كليا ولكن (ربعنا) أرادوها بالكامل جمعية عمومية وانتخابات كاملة وسقطوا في فخ صعب.
الآن رئيس لجنة الانضباط وهو المسؤول الأول عن انضباط كل أعضاء المنظومة الكروية يخرج علنا ويقول إن هناك تدخل في قرارات اللجنة!! ولايزال هناك من يتحدث عن الاتحاد وعن وجوده واستمراره.
لمن يريد خيرا بكرة القدم السعودية عليه أن يعي أن الوضع اختلف والمرحلة تغيرت والحل هو الالتزام التام بالأنظمة واللوائح واختيار العناصر القادرة والفاهمة والمتمكنة منها، لكي نبني ونؤسس لحقبة إدارية جديدة وللأسف أقولها بكل صراحة القليل جدا من أعضائنا من لديهم القدرة على التعامل مع الأنظمة واللوائح وهذا أمر مهم لإقناع المسؤول الدولي قبل المحلي.
صحيح أن المسابقات والبطولات مستمرة ويبدو أن الأمور طبيعية ولكن في حقيقة الأمر تواصل هذه الأخطاء والتجاوزات والمخالفات حتما سيفضي إلى قرارات دولية قد يتفاجأ بها المسؤول الكبير قبل الصغير ولذلك يجب التسريع في عملية تطوير لوائح الاتحاد واختيار القدرات السعودية الكروية التي عملت في الأندية وتعرف ظروفها وصعوباتها، وخاصة في إدارات كرة القدم المحترفة التي بدأت منذ عام 2008.