يتحدث صاحبي عن الإيجابية ليل نهار، ولا ينسى ذكر شواهد وقصص من اتخذ الإيجابية شعارا له، وكيف أنها في النهاية غيرّت مسار حياته، وجعلته يحقق أحلام حياته.
بالطبع يزداد حديث صاحبي عن الإيجابية خلال شهر رمضان؛ وذلك لكثرة البرامج التلفزيونية التي تدور في فلك الإيجابية، كبرنامج ببساطة للمبدع عبدالله المغلوث، أو ما قل ودل لياسر حارب، وغيرهما من البرامج والومضات التي تهدف في النهاية إلى شيء واحد: الإيجابية هي الحل.
وهذا صحيح تماماً، بيد أن المشكلة أن صاحبي لم يتجاوز مرحلة التنظير أبداً، ولا يزال فقط يستشهد بكل قصة أو موضوع يشاهده، وكيف أنه مقتنع بكل هذا، لكن المشكلة دوما هم من يحيطون به، فهم من يمنعونه عن الإيجابية، وهم من يحولون بينه وبين تحقيق الأهداف، وهم من يسرق كل لحظة جميلة منه!
آه يا صاحبي الموضوع كله يتمحور حول هؤلاء، فالفكرة الأساسية لكل أحاديث الإيجابية هي قدرتك على تجاهل كل ما يقف في طريقك من عقبات ومصاعب، والتضحية بأشياء تحبها في سبيل وصولك إلى ما تريد، فالطريق يا صديقي ليست مزدانة بالورود، ولن يساعدك كل من تقابله في طريقك، بل على العكس البعض سوف يقف في طريقك، ولن تعرف لماذا، لكنه سوف يقف في طريقك هكذا، وسوف يكون من الصعوبة بمكان تجاوز بعض العقبات، وسوف تصاب بشيء من التعاسة والكآبة يوما ما، فهل تتوقف وتجعل السلبية تنهش من روحك وقلبك؟
من السهل أن تشاهد البرامج التلفزيونية كل يوم، وأن تتحدث عن الإيجابية في كل مجلس، وأنت تعلم أن تطبيقها يحتاج الكثير من الصدق مع النفس والكثير من التسامح مع الآخرين، لكن ثق تماما أنها الطريق الوحيد للنجاح المتوازن، الذي يجعلك في النهاية سعيدا وراضيا عن حياتك حتى ولو لم تحقق بعضا مما كنت تتمناه.