عمان: واس

علاقات الرياض وعمان صعود وثبات

حطت طائرة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في مطار الأردن، معلنة وصولها المحطة السابعة ضمن زيارات الأمير محمد بن سلمان الرسمية عقب تعيينه وليا لولي العهد. وتأتي الزيارة تلبية لدعوة من ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني، وخلال الزيارة، بحث الأمير محمد بن سلمان مع ملك الأردن العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين.
 وكان في استقبال ولي ولي العهد لدى وصوله المطار الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول ركن مشعل الزبن، ومستشار الملك لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة الفريق أول فيصل الشوبكي، ومدير مكتب الملك الدكتور جعفر حسان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الدكتور سامي الصالح، والملحق العسكري السعودي في الأردن العقيد سليمان العسكر، وعدد من المسؤولين في السفارة السعودية بعمان.
وقد أجريت لولي ولي العهد مراسم استقبال رسمية استعرض فيها حرس الشرف، ويضم الوفد الرسمي المرافق للأمير محمد بن سلمان وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي.
من جهته، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الدكتور سامي الصالح متانة العلاقات القائمة بين المملكة والأردن في جميع المجالات بفضل من الله ومن ثم توجيهات قيادتي البلدين والروابط الأخوية القائمة بين الشعبين الشقيقين، وقال إن العلاقات بين البلدين الشقيقين راسخة ومتينة ومتجذرة، وهي علاقات تعاون وتشاور وتنسيق وثيق إزاء مختلف التطورات والقضايا المحلية والإقليمية والدولية. وأوضح أن هذه العلاقات تمر بأفضل مراحلها لحرص قيادتي البلدين الشقيقين وتوجيهاتهما المستمرة لتطويرها والنهوض بها إلى مستويات أفضل بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وبين السفير الصالح أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الأردن أمس ولقاءه ملك المملكة الأردنية الهاشمية يتم في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين في هذه المرحلة التي تتسم بالدقة والحساسية وما تمر به الأمة العربية والمنطقة من تطورات يشهدها الجميع.
وشهدت السنوات الماضية نموا متزايدا في العلاقات السعودية الأردنية، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتعليمية، وتحتل السعودية المرتبة الأولى في إقامة المشاريع الاستثمارية في الأردن.
وتعد علاقات الرياض وعمان نموذجا للعلاقات الأخوية الصادقة التي تعكس انسجاما في المواقف حيال القضايا المشتركة، وتوافقا في الرؤى حول مختلف المسائل.
كما أن مواقف السعودية الداعمة للأردن ومساعدته في تنفيذ برامجه الاقتصادية والتنموية تضيء على أكثر من حقيقة في مشهد العلاقات الثنائية التي قامت في الأساس على الثقة والأخوة الحقيقية، وانتهجت مبدأ التنسيق والتشاور الدائم والمتواصل لخدمة القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية.
إن ما استطاعت عمان والرياض إنجازه وتجسيده على أرض الواقع قد غدا جزءا ثابتا ونموذجا يقتدى به في العلاقات العربية - العربية التي يجب الارتقاء بها على نحو يماثل العلاقات الأردنية السعودية، ويزيد من تفاؤل وأمن الشعوب العربية بأن يتم تجاوز العراقيل والعقبات التي تعترض إحياء العمل العربي المشترك وبما يخدم مصالح شعوبها ويسهم في استعادة حقوقها وتوحيد صفوفها.
ولعل ما تتمتع به عمان والرياض من أهمية في المنطقة وخارجها وما تحظيان به من ثقة وصدقية وانحياز غير محدود لمصالح الأمة وقضاياها العادلة وما تبذلانه من جهود في سبيل حشد طاقاتها واستعادة دورها الحيوي على الساحتين الإقليمية والدولية يزيد من القناعة بأن جهود القيادتين الحكيمتين في المملكتين ستتكلل بالنجاح على طريق تمكين العرب من نبذ خلافاتهم والالتقاء على هدف خدمة الشعوب العربية والدفاع عن مصالحها.
وبدأت الاتفاقات بين السعودية والأردن منذ وقت مبكر، فقبل 51 عاما أبرمت اتفاقية الحدود البرية بين البلدين، ودعمت المملكة وساندت الأردن لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي نجمت عن الارتفاع الهائل في أسعار المحروقات عالميا، مما ساعد في تنفيذ البرامج التنموية في مختلف الميادين.