بدلا من اللجوء لعالم الشهادة والنظر في الأسباب الموضوعية للمرض الجسدي أو النفسي، عليك اللجوء إلى خلطة( أبو مشاري) السحرية وسرها الباتع، لتطرد المرض والحسد والعين وهمزات الشياطايين ووسوستهم وأرواح الجان الشريرة، وكل ما قد يخطر على بالك من شرور ! وإذا كنتَ تعاني من هجر
بدلا من اللجوء لعالم الشهادة والنظر في الأسباب الموضوعية للمرض الجسدي أو النفسي، عليك اللجوء إلى خلطة( أبو مشاري) السحرية وسرها الباتع، لتطرد المرض والحسد والعين وهمزات الشياطايين ووسوستهم وأرواح الجان الشريرة، وكل ما قد يخطر على بالك من شرور ! وإذا كنتَ تعاني من هجر الحبيب وابتعاد الأليف أو الأليفة عن الدار، أو انصراف العرسان عن ابنتك أو عكوسات وتعقيدات في الزواج، أو تأخيرات في الخلفة والإنجاب ،فلا بد أنك متبوع بعمل قوي وعقدة ساحر، ولذا ستجد الحل الشافي الوافي في ضرب الودع والشعوذة والسحر!! وسيعود الزوج ( الهارب ) إلى الدار رغما عن أنفه طائعا مختارا، وستعود الزوجة إلى منزل الزوجية شاءت أم أبت! فقط عليك أن (تشنشن) نقودك للمشعوذ وألف وراءها ألف أخرى ليصبح المجموع 100 ألف كاملة غير منقوصة، دفعها زوج مسكين -كما تواترت الأنباء - ليستعيد زوجته!
رقاة ومشعوذون يجدون في مجتمعنا أرضا خصبة لشفط الأموال وخداع الناس وبيع الأوهام، رقاة يتحرشون بالنساء ويلمسون أجسادهن دون وازع من ضمير أو أخلاق، وآخرون يُسعّرون قارورة الماء أو الزيت بـ 300 ريال، وآخرون تترواح تسعيرة جلسة الرقية لديهم من الخمسمائة ريال لتصل لثلاثة آلاف ريال – حسب تقرير جريدة سبق الإلكترونية - في ظل تخدير كامل للعقل وتسليمه واستسلامه! وفي عصر العولمة وثورة الاتصالات أتحفنا زمننا بمن يمارس الرقية عبر المواقع الإلكترونية، والعرافة الإلكترونية والتبصير الرقمي .. والتقنية في خدمة الدجل والشعوذة! بل تسلقنا إلى قمم المجد العالية وذراه السامقة بالإعلان عن ( أكاديمية تفسير الأحلام ) التي يقول عنها صاحبها إنها ستضم 800 دارس، يتخروجن من الأكاديمية إلى ميدان تفسير الأحلام وبيع الأوهام، وإلى الميدان يا حميدان حيث ستجد سوقا رائجة تفتح لك أحضانها بدلا من التسكع في شوارع البطالة!
في ثقافة تحتفي بالنقل والسرد والاستظهار ولا تلقي بالا لإعمال العقل والتدبر واستخدام أدوات التفكير وآليات النقد، يسلم الإنسان ويستسلم ويستشري الخوف ،والخوف يشل ملكات التفكير ويعطل قواه! والعقل المستسلم عقل كسول و خائف، مصاب بالرهاب والوسوسة يُسلم نفسه للغيبيات ليجد فيها إجابات وحلولا لمشاكله وما يقابله في الحياة ليرفع عن نفسه عبء المسؤولية والمواجهة الحقيقية، وليستقرىء المستقبل ومعرفة ما يخبئه له من أسرار، بدلا من دراسة معطيات واقعه ووضع الخطط والبحث عن حلول يرمي نفسه في خدر التغييب والتجهيل والماورائيات!
يتعرف الإنسان على ذاته وموقعه من الكون وكيفية التعامل مع مشاكل الحياة عبر عقله، والإنسان المميز لذاته وفردانيته وتميزه لن يلجأ لعقدة ساحر، بل سيلجأ للفكر الذي سيمكنه من الاستقراء والتجريد والتصور والتمييز والحدس والإدراك!
ينتشر السحر والشعوذة حيث ينتشر الإحباط، وأوطاننا العربية باتت محضنا للإحباط حيث ينتشر الفقر، وتزداد البطالة، وتغيب حقوق الإنسان واستحقاقات المواطنة والعدالة الاجتماعية، ويختفي تكافؤ الفرص ويُهدر الإنسان، وهنا لابد من اللجوء لخلطة ( أبو مشاري ) وشراء الأحلام والأوهام!