كان مشهد صلاة الجمعة المنقول عبر فضائية 'الجزيرة' أول من أمس يدعو للمتابعة
كان مشهد صلاة الجمعة المنقول عبر فضائية الجزيرة أول من أمس يدعو للمتابعة، فهو من جهة يؤكد على أن العالم صار متقاربا لدرجة مذهلة، ومن جهة أخرى يقدم صورة لأميركا المتناقضة، إذ تظهر فيه حرية التعبير من خلال صورة الآلاف ممن جاؤوا للصلاة في حديقة أمام مبنى الكونجرس، لكن حرية التعبير تلك تصطدم بتناقضها مع السبب الجوهري لهذا التجمع وهو إيصال رسالة احتجاج على حالة التمييز الطبقي والطائفي بين المواطنين على أساس ديانتهم، وما يتعرض له المسلمون من سوء معاملة بذريعة التصدي للإرهاب.. إذ لا يمكن أن توجد حرية التعبير مع التمييز بين المواطنين في مكان واحد.
وإلى ذلك، فالدعاية التي سبقت الصلاة جعلت الإعلام يواكبها، وقادت بعض الجمعيات غير الإسلامية لبذل كل ما في وسعها للتشويش على الأهداف التي سعى المنظمون لها قبل الجمعة وأثناء أداء الصلاة أيضاً.
جملة من المشاهدات تلفت النظر، فالخطيب من أصول أفريقية يرتدي بذلة أنيقة كاملة، وهو متحدث متمكن ألقى خطبته بالإنجليزية، وتكلم خلالها عن التمييز الذي يواجهه المسلمون وبيّن أن المجتمع الأميركي المتفكك يحتاج لإصلاح، ورأى أن على أعضاء الكونجرس احترام اليمين الذي أقسموه بأن الولايات المتحدة دولة ديموقراطية، ليست بها تفرقة بين المواطنين بسبب انتمائهم الديني، وأكد على أن الإسلام يدعو للتسامح ويرفض العنف والإرهاب.
واختتم بدعاء فيه مطالبة بتغيير الولايات المتحدة نحو الأفضل، ومطالبة لقادة العالم بالسعي نحو السلام وحماية الفقراء والمشردين انطلاقا من الرسالة التي حثّ الإسلام عليها.
بعد الخطيب تقدم للإمامة رجل آخر بثوب أبيض وطاقية رأس بيضاء.. لنسمع تلاوة للقرآن الكريم بلغة عربية سليمة تماماً. وراء الإمام اصطف المصلون.. الرجال خلفه وعلى يساره (يمين الشاشة) والنساء على يمين الإمام (يسار الشاشة).. وفيما كان الإمام والمصلون يركعون ويسجدون، كان الإعلاميون من مصورين وصحفيين يتجولون بينهم بكاميراتهم وأدواتهم بشكل غير مريح للمصلين أو المشاهدين من الذين يدركون معنى الخشوع وأهميته.