صنعاء: محمد عبدالعظيم

حوثيون يدفنون جثث القتلى بدون علم أهاليهم

في تجاوز جديد للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، أقدمت ميليشيات الحوثي المتمردة على إعدام ثلاثة من أبناء تعز، كانت قد اعتقلتهم خلال مواجهات في شارع الستين في رمضان الماضي، وأشارت مصادر إلى أنهم ينتمون إلى منطقة المخلاف. ومضت المصادر بالقول إن عناصر المقاومة الثلاثة كانوا قد أصيبوا خلال المواجهات، قبل أن يتم اعتقالهم، وأدخلوا مستشفى اليمن الدولي، إلا أن المتمردين اختطفوهم من داخل المستشفى وأخذوهم إلى المستشفى العسكري الخاضع لسيطرتهم. وأن أحد مسلحي الجماعة دخل المستشفى العسكري أمس، وقام بإطلاق النار عليهم وأرداهم قتلى في الحال.
وأشار مصدر قانوني إلى أن ما أقدم عليه المتمردون بإعدام الأسرى يمثل بدون شك جريمة إنسانية تضاف إلى سجلهم الحافل في هذا المجال، مشيرا إلى أن القوانين الدولية تمنع إعدام الأسرى أو تعذيبهم، وقال أستاذ القانون بجامعة الحديدة ناصر العمراني، في تصريحات إلى الوطن: ما قامت به قوى التمرد لا يفاجئ أحدا، فهؤلاء عبارة عن ميليشيات إجرامية مخالفة للقانون، انقضت على السلطة بطريقة غير مشروعة، واجتاحت المدن، وقتلت الأبرياء ونهبت موارد الدولة، بعد أن اعتدت على الشرعية الدستورية ممثلة في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، لذلك فإن إقدامها على إعدام الأسرى بهذه الطريقة ليس سوى جريمة قتل مكتملة الأركان، تستوجب العقاب. ومما يؤسف له أن الضحايا الذين أقدمت على إعدامهم هذه الجماعة التي تتمسح زورا برداء الدين، ليسوا مجرد أسرى، بل هم جرحى أيضا، كانوا يتلقون العلاج ويحتاجون إلى الدعم والمساعدة.
وأضاف العمراني هؤلاء ليسوا أول أسرى يقوم المتمردون بإعدامهم بهذه الطريقة الوحشية، ولا ننسى ما حدث للصحفيين عبدالله قابل، ويوسف العيزري، اللذين اتخذهما الحوثيون دروعا بشرية، واحتجزوهما مع آخرين في مواقع يتوقع أن تشهد مواجهات عسكرية، ما أدى إلى مقتلهما، والمتمردون يقومون بهذه الأعمال بدم بارد، ولا يطرف لهم جفن، لأنهم كما قلت مجموعة إجرامية خارجة على القانون، ولا تعرف شيئا عن منطق الدولة، ولا تتعامل بحس المسؤولين، بل منهجها شريعة الغاب وأسلوب العصابات، شأن كل الخارجين على القانون.
ودعا العمراني المقاومة الشعبية إلى عدم الرد على هذه الجريمة بالمثل، قائلا كما يقولون فإن الشيء من معدنه لا يستغرب، لذلك أطالب الإخوة في لجان المقاومة الشعبية بعدم التعامل بالمثل مع أسراهم، وأنا على ثقة بأن أسرى الحوثيين، رغم ما ارتكبوه من جرائم بحق المدنيين الأبرياء، إلا أنهم يجدون المعاملة الحسنة من قيادة المقاومة الشعبية التي يتعامل أفرادها مع الآخرين من منطلق الحضارة التي تربوا عليها والقيم التي يحملونها.
واختتم بقوله جرائم القتل لا تسقط بالتقادم، وسوف يحاسب المتمردون عليها، طال الزمن أم قصر، وهناك ناشطون يقومون في الوقت الحالي بتوثيق كل الجرائم المشابهة التي اقترفها الانقلابيون، بغرض تقديم المسؤولين عنها لمحاكمات عادلة، بمجرد أن تنتهي الأزمة الحالية، وينزاح الكابوس الذي جثم على صدور أبناء اليمن منذ سبتمبر من العام الماضي.
الى ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين مسلحين من التمرد الحوثي المدعومين بفلول المخلوع صالح، من جهة، وقوات تابعة المقاومة الشعبية في منطقة مخلاف بني عمر، بمحافظة ذمار، بعد اكتشاف أهالي المنطقة أن المتمردين الحوثيين أقدموا سرا ودون علمهم، على دفن جثث 50 من أبناء المنطقة كانوا يقاتلون في صفوفهم، عقب مقتلهم في عدن ولحج. وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات أسفرت عن مصرع 11 حوثيا وإصابة سبعة آخرين بجراح، بينما استشهد أحد الثوار، مشيرة إلى أن عناصر المقاومة باغتوا المتمردين عندما فتحوا النار على أطقم عسكرية كانوا يستقلونها. كما توعدوا بالثأر لمقتل أقاربهم الذين غرر بهم الحوثيون واستقطبوهم للقتال في صفوفهم، في معارك لا علاقة لهم بها.إلى ذلك، عمت حالة من الاستياء وسط أهالي المنطقة الذين هبوا في وجه المتمردين، ما أجبرهم على الفرار من شوارع البلدة، واللجوء إلى قواعدهم العسكرية. وأضاف شاهد عيان أن حالة الغليان الشديد التي تسود وسط الأهالي تنذر بحدوث مزيد من المواجهات بين الجانبين.