إذا كانت ذروة الدراما العربية تحضر في شهر رمضان، فإن ذروة الحشد الجمعي العربي لـالقوامة تحضر في الوقت ذاته، ولعل في مقدمة هذا الجمع أبو سروال وفانيلة الذي يصل ذروة الانتفاضة قبل الغروب في حدود المطبخ مكررا سؤال.. ماذا طبختوا؟ فين السمبوسة؟ متى يؤذّن؟
السلة الغذائية تصل ذروتها بقيادة الأنثى، وأبو سروال ينطلق من غيبوبة التسدح والتبطح إلى المطبخ، بصوت جهوري وأسئلة لاهثة تنطفي إذا أتى الجواب الصارم من المتربعة حول السمبوسة.. رح أذّن!
من إطلالة مختصرة على الحملة التسويقية الدعائية في القنوات الفضائية والصحف اليومية للبرامج العربية الرمضانية، نكتشف أنهم في غيهم يعمهون، ولا نستطيع معرفة الزمن المتوقع لحل قضية فلسطين، وإعادة بناء المدن المتهدمة، وعودة الأسر المهجرة، ومنها وفيها نعرف أضرار العلاقات المشبوهة بالمجوس ومخاطر فتنة الطائفية، ومن ذروة الفانيلة والسروال نعرف حجم الوعي وحجم المعدة ولغة الجوع، وسراديب المستقبل.
ظاهرة العرب الصوتية تفردت بها قناة فضائية واحدة تخصصت سنويا في تسويق السفور والفجور والخروج على ناموس الحياة، هذه القناة تحظى بمكافحين ومنافحين عنها، وبين حصار ودفاع التيارين ينتصب العبث الأخلاقي بالقيم وتسويق العلاقات المحرمة ومخالفة السنن الكونية، ومع هذا هناك من يتجرأ على حدود الله ويدافع بكل صفاقة!
الدراما العربية الرمضانية محصورة في نجومها حسن عسيري وناصر القصبي وفائز المالكي وبقايا جيل الكويتي الذهبي، يوازيها في الطرف الآخر أعمال سورية تحصل على درجة الرضا والقناعة، مع شوية مراهقة متأخرة جدا من نجم العرب الأول عادل إمام الذي يحاول التصابي لكن عوامل تعرية الزمان لا تساعده.
أبو سروال وفانيلة بين عاصفة الغروب في المطبخ، وحشد تسويقي أرعن، ومسلسلات منافية للذوق العام.. اللهم إني صائم.