لو أحصينا عدد المقالات التي كتبت عن داعش، أو عدد البرامج والتقارير التلفزيونية عن هذا التنظيم المتفرد بالجهل والعنف، وعدد المؤتمرات والندوات التي عقدت لمواجهة التطرف والتكفير، لوجدنا أن حلقتين من سيلفي كان لهما الأثر الأكبر من كل تلكم المقالات والمقابلات والمؤتمرات، حول نقد ثقافة الدواعش وفكرهم الجهادي وجرائمهم بحق الإنسانية.
كل متطرف يخشى الفن، وقد سبق القصبي الفنان الكبير عادل إمام في فيلمه الإرهابي، وواجه تهديدات بالتصفية، ووضع على لائحة سوداء، مثل تلك التي وضعت للقصبي، والتي ترمز لعلم داعش قبل كل شيء.
هؤلاء يخافون من الفن، وإن كانوا لا يفهمونه، لكن تأثيره القوي يصل إلى دواخلهم.. سخرية ناصر آلمتهم، وكل ما فعله سيلفي أن وضع مرآة عاكسة أمام الدواعش، وأمام كل متعاطف معهم، كي يروا أنفسهم جيدا، وكي تقع عليهم الحجة ألا يقع علينا لوم حين نستخف بكم، ونسخر منكم، ونبكي من أفعالكم وجرائمكم أيضا..
الفن أقوى الأسلحة الثقافية، لكنه لا يزال في ثقافتنا مجرد تسلية، وتهريج، أو ترفيه، وقد سبق أن تحدث الكثير من الأقلام عن تأثير الفن في اللاوعي الإنساني، وترسيخ صور ثقافية فيه تنعكس على فهم ووعي وسلوك المتلقي. لكننا لا نؤمن بالفن إلا عندما يبهرنا فجأة، كما فعلت حلقتان من سيلفي.