أن يكون لديك رأي في كل شيء فهذا شأنك أنت وحدك، لكن أن تدلي بدلوك في كل شيء، وتنسف جهود الآخرين وتحقّر أعمالهم، هكذا وبما لا يتجاوز 140 حرفا؛ فهذا أمر يتجاوز حقوقك إلى الضرر بهؤلاء وإفساد مستقبلهم.
نعم، من حقنا أن نبدي آراءنا الشخصية تجاه ما يتقاطع مع حياتنا ومجتمعنا، لكن من الضروري أن تكون تلك الآراء مبنية على معلومة صحيحة وعلى دراية واضحة، لا أنت تكون مجرد رجع صدى لما قال الآخرون، أو لمعلومة ناقصة أو مشوهة، دون تمحيص أو تثبت.
هل يمكن أن نكوّن رأيا قاطعا بناء على تغريدة من مجهول، أو على تسجيل مرئي لا تعلم ظروف تسجيله، أو حتى إن كان أُعيد إنتاجه ليظهر بهذا الشكل، أين نحن من قوله سبحانه وتعالي في سورة الحجرات: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ? ذلك أن البعض قد لا يكون مدركا أثر بضع كلمات قد يغرد بها، وهو لا يعلم مدى أثرها على أشخاص لا يعرفهم ولا يعرفونه، ولكنه بتلك الكلمات قد يقطع أرزاقهم؛ قد يدمر حياتهم الأسرية؛ قد يقودهم إلى شيء لا يتمناه هو لنفسه!
لذا، أهمس في أذن كل مغرد: تأكد من معلوماتك قبل أن تبثها للعلن، وقبل ذلك ضع تلك الكلمات على ميزان العقل والروح، ولا تأخذك العزة بالإثم فتكتب كلمات تتمنى بعد حين أنك لم تكتبها، واعلم أن أثر تلك الكلمات أكبر مما تتصور، فلا تكن سببا في تعاسة إنسان أو تدمير مستقبله.
أيها الأصدقاء.. منصات الاتصال الاجتماعي وجدت لنتواصل ونتقارب؛ لا لندمر حياة بعضنا بعضا، ولا لنغلب سوء الظن على حسنه، فكن كما الطير حينما يغرد.. نغمات تطرب وتسعد.