تهجر محطات القطارات أو تهدم بعد أن يكون خط السكة الحديد قد توقف عن الالتفاف لها، إلا أن محطة جميلة وسط ولاية ميتشجان الأميركية تحولت إلى شيء آخر تماما، ولم يبق من بقايا تاريخها العريق سوى مرور القطار سريعا أمامها دون أن يتوقف بضع مرات كل يوم.
تلك هي المحطة المركزية السابقة في مدينة آن أربر التي كانت تعمل منذ عام 1887، وتعد إحدى التحف المعمارية في المنطقة، إلا أن القطارات لم تعد تتوقف فيها بعد حادث شنيع عام 1940؛ وهو ما جعل المحطة تهجر لسنوات طويلة حتى تشجع الشاب تشاك ميور وحولها إلى مطعم فاخر للمأكولات البحرية عام 1970.
أطلق على المطعم اسم قاندي دانسر التي تعني باللهجة الأميركية: العمال الذين بذلوا في مد خطوط السكة الحديد بأنفسهم قبل استخدام الآلات الحفر والتنفيذ، وكأنما كان إطلاق المسمى تخليدا لذكرى هؤلاء المكافحين من الرجال الأشداء.
قبل خمس سنوات حظيت بفرصة زيارة المحطة أو المطعم حاليا، بالطبع كانت أطباق الطعام لذيذة، بيد الأمر المختلف هنا أن حميمية المكان تتلبسك فورا، ذلك أن الديكور الداخلي لم يتغير ولوحات الوجهات لم تخلع من مكانها، فتشعر كما لو كنت تنتظر قطارك وسط محطة تتراقص على أنغام موسيقا الجاز العتيقة، إذ تلحظ ميزان الأمتعة هنا، وزاوية بيع التذاكر هناك، أما الأروع فهو الجرس المعدني الذي كان يقرع عند مواعيد وصول القطارات، فعلى الرغم من أنه بقي في مكانه الأصلي إلا أنه تحول إلى تقليد جديد، فصار يقرع حالما يمر القطار السريع أمام المحطة ولا يصطدم بها كما حدث مرة في الحادث الشنيع قبل عقود.
ولك أن تتصور الأجواء الفرائحية حالما يقرع الجرس ويمر القطار ليصفق الجميع، وكأنما منحوا حياة جديدة، بيد أن الرائع أيضا أن فكرة هذا المطعم منحت محطة القطار فرصة أخرى لحياة جديدة أيضا.