رصد القاص علي مجدوع آل علي في مجموعته القصصية رحلة إلى أوكرانيا التي ضمت 25 قصة، حكايات واقعية ترك لسارده كشف تفاصيلها.
ففي قصة بعيداً عن أبيه يصور القاص عبر حوار هاتفي حدثا متناميا بين أب وابنه، وتصوير التوتر في بنائية القصة وتصاعده الدرامي، تجلى في خوض الأب والابن في إبراز مبررات تعاملهما لبعضهما بعضا، كاشفا تداعيات موت ضمير الابن.
الأب: لك أن تغفر زلة أبيك الذي سيفارق الدنيا هذه الساعة أو ساعة أخرى قريبة مني في علم الغيب.
الابن: قد فات الأوان يا أبتاه، ولم أعد أقدر على منازعة روحي كي آتيك.
انتهى الاتصال الأخير بينهما، مات ضمير الابن، وبموته انقطع رجاء الأب من مغفرة ابنهِ، الذي ما أن علمَ موت أبيه، حتى ضاقت عليه الدنيا.
ويبقى القاص في السياق نفسه ليرصد حالة تأرجح ضمير الإنسان في قصة الرشوة ما بين مد وجزر وما يصاحبها من هواجس مقلقة.
قرأ كاريكاتيرا بأحد الصحف فور دخول رمضان، يتحدث عن رجل قدّم رشوة إلى أحد الإداريين وكان جواب الإداري ساخرا إذ قال: نحن في شهر فضيل يا بُني ولذلك عليك بزيادة الأعطية. وفي قصة تويتر يسلط القاص الضوء على زيف العلاقات الإنسانية المتبادلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتابع في قصة من بند الأجور كشف الرؤية الناقصة لبعض الناس لعمل المرأة، ومحاولة استغلالها وتشويه سمعتها.