ننادي دائما بإقرار العقوبات لإصلاح الخلل وتقويم المعوجين وإحقاق العدل لمصلحة الرياضة وما يعزز نجاحها وسيادة مبادئها، لكن الاتحاد الآسيوي يصر إصرارا على أن يكون تحت مقصلة الاتهامات في عمله وقرارات لجانه وخوفه من الإيرانيين أو مجاملتهم على حساب الأندية الخليجية ولاسيما السعودية.
وآخر الأمثلة الدامغة العقوبات التي أصدرها أول من أمس، وحرم الهلال من جماهيره وهدد الأهلي والنصر بعقوبة مماثلة في حال تكررت مقذوفات الجماهير (خلال عامين)، وجامل الإيرانيين بتهديد مماثل ضد عقوبات تراكمية ومتنوعة من نادي بيروزي.
والأكيد أن عقوبة جماهير الهلال مستحقة بربطها بمخالفة سابقة في نهائي النسخة الماضية أمام سيدني، تم تعليق عقوبتها (سنتين) وأقرها بتكرار المقذوفات أمام بيروزي في إياب دور الـ16 من النسخة الجديدة. في حين هدد النصر والأهلي لأنها المرة الأولى.
أما بيروزي وحسب بيان العقوبات فقد فرضت عليه لجنة الانضباط ثلاث عقوبات:
1- رمي مقذوفات ورفع شعارات سياسية واستخدام الليزر خلال مباراته في دور المجموعات أمام النصر مع تغريمه 18 ألف دولار.
 2- رمي المقذوفات والحجارة ورفع الشعارات السياسية أمام الهلال وتغريمه 30 ألف دولار ولفت نظره بحرمانه من الجماهير مباراة واحدة في حال تكرار المخالفة.
 3- ارتداء لاعبيه قميصاً يحمل شعار راع غير مصرح به في ثلاث مناسبات مختلفة وتغريمه 40 ألف دولار.
هذه المخالفات متكررة لاسيما رمي المقذوفات، في فترة وجيزة خلال النسخة الحالية مع سبق الإصرار والترصد، وهذا يؤكد أن المراقبين دونوا المخالفات، وبالتأكيد أن مسؤولي بيروزي يعلمون بها. ولا أستبعد أن يبرر الاتحاد الآسيوي بأن لجنة الانضباط لم تجتمع منذ نهاية النسخة الماضية إلا بعد دور الـ16 من النسخة الجديدة. وكل هذه تبريرات تدين ضعف عمل الاتحاد وترك الفرصة للتلاعب بالقرارات وعدم تطبيق اللائحة.
وللإحاطة فريق بيروزي يشارك باستمرار آسيويا ويعرف جيدا الأنظمة التي يجب أن تطبق بحذافيرها على أي فريق في أي نسخة أو مناسبة، لكن الاتحاد الآسيوي يثبت بين فترة وأخرى استسلامه لكل ما يريده الإيرانيون، وعدم الجرأة على معاقبتهم بصرامة مكتفيا بالغرامات. وفي هذا السياق بح صوت الأندية السعودية ولاسيما الهلال الأكثر مشاركة وتضررا حتى أنه وثق الكثير من التجاوزات المتعمدة وقدمها بشكل رسمي لكن دون جدوي، حتى على صعيد الاحتراز بما يكفل دخول بعثات الأندية السعودية للأرضي الإيرانية باحترام وتقدير وما تكفله الأنظمة والبروتوكلات الرياضية والسياسية.
وليس أقوى من العقوبات المتباينة هذه المرة بما يساعد على تقديم الحجج التي توجب فرض العقوبات المنصوص عليها في اللوائح بحق الإيرانيين وليس على السعوديين فقط.
ومن المؤكد أن مجلس الاتحاد الآسيوي الجديد برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة سيقدم الوعود بإعادة تشكيل اللجان تزامنا مع الحقبة الجديدة، ولكن هذا لا يكفي ولن ينهي المشكلة الأزلية التي مصدرها اللجان والمراقبون والحكام. وفي هذا المقام أجدد ما طالبت به سابقا بتعزيز البيان الذي أصدره الاتحاد السعودي لكرة القدم بخطاب رسمي مرفق به وثائق الأفعال الإيرانية وتقديم صورة منها للاتحاد الدولي، ليس الغرض تخويف الاتحاد الآسيوي ولا تهديده بقدر ما هو حفظ الحقوق في ظل تساهل الاتحاد القاري وعدم تقيده بمحاذير وأهداف الفيفا.
وأتمنى ألا يظهر مجددا بعض من هم غير قادرين على استيعاب أنظمة وأهداف الاتحاد الدولي ومن بينهم قانونيون لم يضيفوا لرياضتنا سوى الفلسفة والتمسك بقواعد قانونية غير متسقة مع قوانين الرياضة ومرجعيتها الدولية.
** شهر رمضان مبارك، تقبل الله من الجميع.