مع قدوم كل مسؤول جديد يبرز ملف المطالب التي تخدم الوطن والمواطن، وفي منطقة الحدود الشمالية يبرز مع قدوم أمير جديد ملف حاجة المنطقة والتحديات، وينتظر المواطنون من أميرهم أن يذلل العقبات، وان يواصل المسير في خدمة المنطقة ورفع مستواها التنموي.
مع تعيين الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، خلفا لوالده في إمارة منطقة الحدود الشمالية، بدأ المواطن يتلمس حاجة المنطقة والتحديات التي تقف في وجهها، ليكون الأمير عونا لهم في تذليل التحديات والعقبات.
المواطنون طالبوا برفع مستوى الخدمات الصحية الحكومية والأهلية، فالمنطقة لم تحظ بمستشفيات متخصصة لا حكومية ولا من القطاع الخاص، لذلك يضطر الكثير منهم إلى ارتياد المراكز الصحية والمستشفيات في العاصمة الأردنية، ويطالب بعضهم بفتح المجال للقطاع الصحي الخاص للاستثمار في المنطقة، ويستغرب بعضهم عدم وجود مستشفى خاص واحد في الحدود الشمالية.
ورغم أن منطقة الحدود الشمالية تحظى بثلاثة مطارات إلا أنها تعاني من قلة الرحلات الجوية، فمن المستحيل أن تركب الطائرة متجها من عرعر أو رفحاء أو طريف إلى الرياض أو جدة قبل أن تنهي إجراءات حجوزاتك قبل أسابيع، وإن طرأ عمل هام وعاجل لأي مواطن في الرياض أو جدة فلن يجد طريقا إليهما إلا بالسيارة، ورغم كثرة المطالبات بزيادة الرحلات الجوية إلا أن الوضع لم يتغير ولم يقل الزحام على الرحلات الجوية التي تقتصر على ربط الشمال بالرياض وجدة فقط دون بقية أرجاء الوطن.
ويطمح أهل الشمال من أميرهم الجديد أن يواصل الخطى التي بدأها والده - رحمه الله - في بناء وعد الشمال، ففي اليوم الرابع من شهر فبراير العام الماضي كان موعدا تاريخيا لأهالي منطقة الحدود الشمالية عندما اجتمع الفقيد أمير المنطقة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود في آخر زياراته لمحافظة طريف، مع عدد من الوزراء وعدد من المسؤولين وأعيان منطقة الحدود الشمالية في خيمة صحراوية قرب محافظة طريف 25، لتوقيع عقود لإنشاء مجمع صناعي حول منجم فوسفات وسكة حديدية جديدة تصل إلى ميناء على الخليج العربي، باستثمارات إجمالية تقدر بأكثر من 9 مليارات دولار.
كما دشن آنذاك مشروع مدينة وعد الشمال بطريف، ودعا الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد على هامش الحفل آنذاك كل الجهات إلى التعاون والتكاتف لإنجاح هذا المشروع العملاق وفقا لسياسة تهدف لتوطين الوظائف، وكان من شأن المشروع أن يوفر 20 ألف وظيفة مباشرة و2300 وظيفة غير مباشرة موظفو المقاولين للخدمات الدائمة للمشروع.
وقد بدأت فعليا خلال الأشهر الماضية مدينة وعد الشمال بخطواتها الأولى للنهوض بالمدينة الصناعية من خلال توظيف واستقبال طلبات التوظيف للمواطنين وتسجيل الاستثمار لرجال الأعمال، تمهيدا لتأسيس مدينة صناعية تعدينية تعد الأكبر من نوعها، فكل المطامع الشمالية تتجه إلى تحولها إلى منطقة صناعية على يد أميرها الجديد الذي سيواصل مسيرة والده.