صنعاء: محمد عبدالعظيم

غارات عنيفة ومتواصلة للتحالف على مواقع التمرد الثوار يتصدون للانقلابيين ويكبدونهم عشرات القتلى

أعلنت المقاومة الشعبية في مدينة عدن بدء ما أسمتها معركة الحسم لإنهاء سيطرة المتمردين. ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من سيطرتها على منطقة رأس عمران الإستراتيجية الواقعة على الشريط الساحلي الغربي بالمدينة.
وقال المتحدث باسم ثوار عدن، علي الأحمدي، إن تحرير منطقة رأس عمران يأتي في سياق خطة الحسم العسكري التي بدأت أمس وتنتهي في غضون الأيام القادمة بتحرير عدن بالكامل، لإنهاء المعاناة التي يعيشها سكان المدينة، منذ سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح.
في غضون ذلك، شن طيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية غارات مكثفة أمس على مواقع الإرهابيين، واستهدفت غارات الأمس مواقعهم في مديريات حرض، شمال غرب البلاد. والجوف.

غارات مكثفة
وأفادت مصادر محلية بأن الغارات استهدفت جمارك الطوال، شمال المدينة، حيث سمع دوي انفجارات قوية. وكان طيران التحالف أغار أمس على مستشفى حرض العام لليوم الثاني على التوالي، واستهدفت الغارة مخازن أسلحة أنشأها المتمردون قرب سكن الأطباء، وألحقت به أضرارا كبيرة. كما شن أربع غارات مماثلة، عصر أمس، على وادي الشعاب ومنطقة الخضراء التابعة لمديرية ميدي غرب مدينة حرض، وكذلك استهدفت غارات أخرى مجمع عزيز التجاري، إضافة إلى مدرسة العمالقة الثانوية. وفي محافظة الجوف، شمال شرق اليمن، قصفت قوات التحالف نقطة للمسلحين في المحزام، بجانب مقر الإصلاح في مدينة الحزم. فيما استهدفت غارتان مواقع للمتمردين في وادي الشجن بمنطقة الغيل في المحافظة ذاتها. وفي السياق، أفادت مصادر محلية بأن غارات جوية استهدفت مواقع للميليشيات في مديرية رازح ووسط مدينة صعدة، المعقل الرئيس لزعيم الجماعة المتمردة.
من جهة أخرى، قال شهود عيان إن طيران التحالف قصف مساء أمس تجمعات الإرهابيين في حي سعوان ومخازن أسلحة بجبلي نقم والنهدين، وصالة الخيول في العاصمة صنعاء، كما قصف تجمعات للمتمردين بمنطقة العند، وشن ثلاث غارات أخرى على الجسر الواصل بين مديريتي حيدان والظاهر في صعدة.
عمليات نوعية للمقاومة
وفي عدن قصف طيران التحالف تجمعات المتمردين بالقرب من الميناء الواقع في المعلا ومنطقة البساتين والعريش، كما قصف منازل قيادات الانقلاب في منطقة التعزية وعتاد عسكري للإرهابيين في شارع الستين شمال تعز، ومعسكر القوات الخاصة الذي يسيطر عليه الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وشن الطيران غارات مكثفة على مواقع للمتمردين في منطقة حرض ومديرية ميدي بمحافظة حجة الحدودية، كما شن غارات جوية على مبان وجسور في منطقة النقبة وما جاورها بمحافظة شبوة الجنوبية، وفقا لسكان محليين.
أما على صعيد المواجهات التي تدور بين عناصر المقاومة وميليشيات التمرد، نفذ الثوار عملية عسكرية في إقليم آزال، مساء أمس، استهدفت قيادات في ميليشيات الحوثي وصالح بمحافظة عمران. وذكر المكتب الإعلامي للمقاومة أن الهجوم أسفر عن مقتل القيادي الحوثي بمحافظة عمران، زكريا العزي، وإصابة 2 من عناصر الميليشيات. ونفذت المقاومة خلال الفترة الماضية عمليات عدة استهدفت مواقع وتجمعات تابعة لميليشيات التمرد بمحافظة عمران سقط فيها قتلى وجرحى. وفي محافظة لحج، تعرضت الهدنة إلى خرق في جبهة العند من الميليشيات الإرهابية التي استخدمت المدفعية في قصفها. كما أكدت مصادر داخل المقاومة مصرع ستة مسلحين من الحوثيين وقوات صالح في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على الطريق، حسبما أفاد مسؤول محلي.

خرق متكرر للهدنة
ولم تصمد الهدنة كذلك في الضالع التي شهدت تبادلا لإطلاق النار بشكل متقطع بين المقاومة الشعبية والميليشيات الحوثية وقوات صالح.
وفي محافظة شبوة استمر إطلاق النار من المتمردين، كما تواصلت الاشتباكات في جميع الجبهات بمأرب، وتركز الضغط على المقاومة الشعبية في صرواح.
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أن 80% من السكان - أي 21 مليون شخص - يحتاجون إلى المساعدة أو الحماية، وأن أكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب تجدد أعمال العنف. وفي تعز، تواصلت المواجهات بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي المدعومة بفلول الرئيس المخلوع صالح، رغم إعلان الهدنة الإنسانية غير المشروطة التي تم خرقها من الميليشيات في ساعاتها الأولى. وقالت المقاومة الشعبية إنها سيطرت على شارع الخمسين شمال تعز، وعدد من النقاط والمواقع، كما تمكنت من إحراق ثلاثة أطقم عسكرية تابعة للميليشيات وقتلت تسعة مسلحين حوثيين. كما أكدت مصادر ميدانية مقتل سبعة، من بينهم طفلة، وإصابة 40 مدنيا جراء القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة على أحياء تعز من ميليشيات الانقلابيين.
 

.. والثوار يتقدمون بتعز ويتأهبون لطرد ميليشيات الإرهاب
تزامنا مع الانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية في عدن خلال الأيام الماضية، تمكن الثوار في تعز من توجيه ضربات قاسية لقوى التمرد الحوثي، وأكد قائد جبهة المقاومة العسكرية في محافظة تعز، العميد ركن صادق علي سرحان، أن المقاومة الشعبية والقوات المؤيدة للشرعية حققتا تقدما خلال الساعات الماضية، وكبدتا الانقلابيين خسائر في الأرواح، ودمرتا عددا من الدبابات، وسيطرتا على بعض المواقع الاستراتيجية التي كان الحوثيون يستخدمونها لإطلاق قذائف المدافع على الأحياء السكنية. وقال سرحان إن الحوثيين يتراجعون بصفة مستمرة، وتنهار صفوفهم، وتضعف قوتهم، أمام إرادة وتحدي أهالي تعز الشرفاء الذين رسموا لوحة يمنية عنوانها الصمود أو الموت. وأوضح أن القوات المسلحة واللجان الشعبية تعملان جنبا إلى جنب، وفق خطط مرسومة ومنظومة موحدة لمواجهة الحوثيين وأنصار صالح. وأكد أن قيادات الحوثيين بدأت تتساقط على أيدي أبطال المقاومة الشعبية الذين يتمركزون وسط الأحياء وفي الشوارع الرئيسة بالمحافظة.
وأضاف سرحان أن الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح تعمدوا خرق الهدنة كعادتهم في كل مرة، ووجهوا فوهات مدافعهم صوب أماكن تجمعات المواطنين في بعض الأحياء السكنية. وأشار إلى أن الحوثيين لم يراعوا حرمة شهر رمضان المبارك، وما زالوا مستمرين في التنكيل بنساء وأطفال تعز الذين لا حول لهم ولا قوة، وليس لهم علاقة بأي مواجهات عسكرية. وكانت مصادر ميدانية أكدت أن مقاتلي المقاومة الشعبية سيطروا على الأجزاء التي كان قناصة ميليشيات الحوثي وصالح يتمركزون فيها في بداية موقع جبل جرة الاستراتيجي، وأحكموا السيطرة الكاملة على الجبل، ثم تقدموا لتطهير جبل الوعش. وأضافت المصادر أن عناصر المقاومة الشعبية غنموا أسلحة وذخائر. كما تقدموا في منطقة الحصب وتمكنوا من السيطرة على مقر فرع المؤتمر، الذي كانت ميليشيات التمرد تتمركز فيه، ونصبوا نقاط التفتيش والمتاريس على الشارع الرئيس مقابل شركات الشيباني. في سياق منفصل، أعلنت البعثة اليمنية في الأمم المتحدة أنها وضعت أعضاء مجلس الأمن في صورة الخروقات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح منذ دخول الهدنة الإنسانية حيّز التنفيذ. وشرحت البعثة في رسالتها لأعضاء مجلس الأمن، كيفية تحريك المتمردين لتعزيزات من الشمال إلى قاعدة العند. ولفتت إلى المعاناة الإنسانية التي يمكن أن تتضاعف جراء قصف الانقلابيين لأحد خزانات المياه.